مشروع الدولة الوطنية الفلسطينية في خطر.. معرض الكتاب يناقش الصراع الإقليمي ومخاطر الأمن القومي المصري
استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن محور قضايا استراتيجية ندوة نظمتها تنسيقية شباب الأحزاب بعنوان بؤرة الصراع الإقليمي ومخاطر الأمن القومي المصري.
وتحدث في الندوة اللواء دكتور أيمن عبد المحسن، والسفير حازم خيرت، والنائب طارق الخولي، واللواء أركان حرب وائل ربيع وأدار الندوة محمد نشأت عضو تنسيقية شباب الأحزاب.
واستهلت الندوة محمد نشأت محمد نشأت عضو تنسيقية شباب الأحزاب الذي أكد أن ندوة اليوم تتناول واحدًا من أخطر الملفات وهو ملف الصراع الإقليمي مع تسليط الضوء على الأمن القومي المصري والذي يمثل مصدرًا للأمن القومي في المنطقة كلها.
وألقى الضوء على الصراعات من حولنا سواء في غزة وسوريا التي مزقتها الحرب وما يحدث في ليبيا من فوضى والسودان الذي ينزف على حدودنا الجنوبية، ونحن وسط هذه المعادلة شديدة التعقيد نسعى لمناقشة هذه النزاعات لفهم الدور الدولة المصرية في مواجهة هذه الصراعات.
واستهل اللواء الدكتور أيمن عبد المحسن كلمته بالتقدم بخالص الشكر لتنسيقية شباب الاحزاب، موضحا أن منطقة الشرق تعيش صراعات متشابكة بشكل أصبح معه تحقيق الاستقرار خلما صعب المنال.
وأوضح أن الصراعات في المنطقة نوعان صراع يرتبط بالقضية الفلسطينية وينضم إليها حروب فرعية كما في اليمن وسوريا وحزب الله في لبنا، والنوع الثاني هو حروب الدول الفاشلة التي تكتسب ثقة إقليمية وما يربط بين النوعين هو ما يسمى بالمليشات وهذه الميلشيات أهدافها تكون التمرد على الوضع القائم أو التحرر من الوضع القائم.
وحول الخاسر والمستفيد في الصراعات التي تحدث في الشرق أكد اللواء أيمن عبد المحسن أن الخاسر الأكبر هي ايران لأن إيران عملت على المد الشيعي في المنطقة لكن إسرائيل أضعفت أذرعها في سوريا ولبنان واليمن وبالتالي المستفيد الأكبر من الصراع بكل أسف هو إسرائيل.
وأوضح أن مشروع الدولة الوطنية الفلسطينية في خطر، وما تسعى له الدولة المصرية هو إقامة الدولة الفلسطينية وان يكون هناك موقف عربي ودولي للضغط على إسرائيل للالتزام باالمواثيق الدولية.
وحول استشراف مستقبل المنطقة أكد أن إسرائيل تستثمر ضعف إيران وحزب الله لتوسيع هيمنتها على المنطقة ولن تقف موقف مراقب أو مشاهد في سوريا وسأحاول تكون فاعلا رئيسيا في رسم خريطة سوريا.
من جهته اكد السفير حازم خيرت أن هناك خطة يتم رسمها لتقسيم المنطقة، ولا بد لنا كعرب أن يكون عندنا استراتيجية موحدة لمواجهة هذه الخطة، موضحا أن إسرائيل مدعومة من امريكا وهناك ازدواجية في المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وأوضح أن تركيا تلعب دورا رئيسا في السيطرة على سوريا، لذلك بدأت أيضا السعودية التدخل في سوريا وأرادت أن تتدخل ويكون لها تواجد في سوريا حتى لا تنفرد تركيا بسوريا.
فيما استهل النائب طارق الخولي كلمته معربا عن سعادته أن يكون حاضرا في اليوم الأول في معرض الكتاب الذي يمثل أحد أذرع القوى الناعمة في مصر وتوجه بالتحية لأرواح أكثر من 50 ألف شهيد راحوا في واحدة من أكبر الجرائم في التاريخ وكذلك أكثر من 100 ألف مصاب.
وأوضح أن المنطقة تحولت منذ أطلق عليها اسم شرق أوسط إلى حقل تجارب لقوى الاستعمار من حروب مباشرة و من الحروب الذكية ومن خلال الفتن الداخلية وإثارة الحروب داخل البلاد.
وقال إن مصر كانت وستظل هي الحصن المنيع للعرب وهذه حقيقة لأن في سوريا مثلا كان فيه مجموعة من العلويين يسيطرون على الجيش فكان سهل تفكيك الجيش لأنه جيش قائم على المذهبية.
فيما تحدث اللواء أركان حرب عماد ربيع عن ظروف وصول اتفاق غزة إلى هذه المرحلة موضحا أن اسرائيل نفذت إبادة جماعية للشعب الفلسطيني ودمرت البنية الأساسية في القطاع بهدف تهجير الفلسطينيين وهو المشروع الذي تم إجهاده من الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث كان واضحا وصريحا عندما أكد أنه لا تهجير للفلسطينيين لا في مصر ولا غير مصر.
وتابع أن الدولة الوحيدة التي وقفت مع قطاع غزة وكان لها تحركات دبلوماسية على جميع المستويات الدبلوماسية هي مصر والدول العربية الأخرى كان الموضوع وكأنه لا يهمها من قريب أو من بعيد.
وأوضح أن إسرائيل وصلت لمرحلة أصبحت فيها غير قادرة في موضوع غزة فهي ليست قادرة على أن تكمل الحرب وتأخذ قطاع غزة ولا قادرة توقف الحرب وهناك جهات كبيرة معارضة للحرب.
وقال إن الاتفاق بين غزة وإسرائيل سيستمر لأن اسرائيل لن تتحمل حرب استنزاف أخرى، وإسرائيل لا يردعها إلا حروب الاستنزاف، وهذا ما أكده جميع القادة الإسرائيليين حيث أكدوا أنهم خسروا كثيرا في حرب الاستنزاف أكثر من خسائر حرب أكتوبر.
وأوضح أن موقف حماس وهي تسلم الأسرى بسياراتها وهي سليمة بهذا الشكل هز إسرائيل هزة كبيرة وألب الداخل الإسرائيلي على نتنياهو فالجيش الإسرائيلي مرهق من غزة ولبنان والضفة الغربية.
وتابع أن مصر مع قطر وأمريكا كان لها باع طويل جدا في توقيع هذا الإتفاق والمخاور المصري كان في منتهى الذكاء في تنفيذ هذا الإتفاق.
وحول استشراف مستقبل الصراع في المنطقة أوضح أن اسرائيل لا تعرف العيش في استقرار وهي دولة تحل الأزمات بأزمات ونتنياهو لن يترك المنطقة تهدأ، وسيحاول ضم الضفة الغربية لكنه لن يستطيع ضمها لأن فيها كتائب مقاومة، ما يعني أن الفترة المقبلة سيكون فيها توتر في المنطقة وعلينا أن نحافظ على بلدنا وتتمسك بها.