دينا شرف الدين تكتب.. لمحات من مصر على مر العصور «مصر الأيوبية3»
دينا شرف الدين
قامت دولة الأيوبيين بتشييد مجموعة من الحصون والقلاع في أنحاء الدولة الإسلامية، ومن أهم القلاع التي شيدها صلاح الدين مؤسس هذه الأسرة قلعته الشهيرة بالقاهرة التي بدأ في بنائها وزيره قراقوش، وتتألف من قسمين أساسيين القسم الشمالي وهو الحصن الحربي على شكل مستطيل مزود بأبراج بارزة، والقسم الجنوبي الغربي وبه الملحقات من القصور والمساجد والإسطبلات.
عرفت قلعة صلاح الدين ، باسم قلعة الجبل والتي تعد إحدى أهم معالم القاهرة الإسلامية و تقع في حي "القلعة" وقد أقيمت على إحدى الربى المنفصلة عن جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة، وتعتبر من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتي القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين المدينتين .
أسس صلاح الدين هذه القلعة على ربوة من جبل المقطم، وأكمل بناءها أخوه الملك العادل عام 1208م، بهدف تأمين القاهرة ضد الغزوات المحتملة.
وقد كان اختيار صلاح الدين لمكان القلعة صائباً، إذ إنها بوضعها المرتفع حققت الإشراف على القاهرة إشرافاً تاماً، لدرجة أن حاميتها كانت تستطيع القيام بعمليتين حربيتين في وقت واحد، هما إحكام الجبهة الداخلية وقطع دابر من يخرج منها عن طاعة السلطان، ومقاومة أي محاولات خارجية للاستيلاء على القاهرة.
ويعتبر السور الذي أقامه صلاح الدين حول القاهرة للدفاع عنها ضد أي اعتداء خارجي، من المنشآت الحربية المهمة التي أكملت دور القلعة في العصور الوسطى، وهو السور الذي تم اكتشافه مؤخراً، فبعد أن تولى صلاح الدين (1171 - 1193م) حكم مصر اهتم بعمران المنطقة الواقعة خارج القاهرة الفاطمية بين باب زويلة وجامع أحمد بن طولون، وقسمها إلى خطوط عدة بينها خط الدرب الأحمر الذي لايزال يعرف بهذا الاسم حتى اليوم.
" قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بسيناء "
تقع قلعة صلاح الدين في منطقة خليج العقبة، ويطلق عليها «ريفيرا مصر»، بالقرب من مدينة طابا، في محافظة جنوب سيناء، إذ تعتبر القلعة أحد أهم الآثار الإسلامية في محافظة جنوب سيناء، ومقصداً هاماً للسائحين، فقد سيطر الصليبيون على جزيرة فرعون من عام 1116 حتى عام 1170 ميلادية، وخلال إقامتهم بالجزيرة، قاموا ببناء قلعة حصينة، واهتموا بتقوية أسوارها وأبراجها، ولكن صلاح الدين الأيوبي انتصر على الصليبيين، واسترد الجزيرة، واستولى على ما فيها من منشآت في عام 1170، حيث قام بإنشاء القلعه الحالية.
“مدرسة الصالح نجم الدين في القاهرة ”
بناها " نجم الدين أيوب بن الكامل" حوالي( عام 641هـ) ، داخل القاهرة الفاطمية ، ثم ألحقت بها " شجرة الدر" مقبرة أنشأتها لزوجها " نجم الدين" بعد وفاته ( سنة 148هـ ) للمدرسة مئذنة بنيت فوق المدخل الرئيسي ، تنتهي بقبة محززة ، يزين المئذنة محاريب مسطحة أقواسها فاطمية .
وأنشأها السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب، مابين عامي 641هـ/ 1243م و647هـ/ 1249م، وتقع في شارع المعز لدين الله بالنحاسين بحي وسط القاهرة، وهي أول صرح تعليمي لتدريس الفقه على المذاهب الأربعة في مصر، وكانت تتكون من مدرستين، كل مدرسة منهما تتكون من إيوانين بينهما صحن أوسط مكشوف سماوي، ويفصل بين المدرستين دهليز يعرف الآن بحارة الصالحية، ويقع على جانبي الدهليز بابان يؤدي كل منهما إلى إحدى المدرستين، وقد أَلْحَقت شجر الدُر بها قبة لزوجها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، لم يبق الآن من هذه المدرسة سوي الواجهة الرئيسية التي يتوسطها المئذنة وأجزاء من الإيوان الغربي للمدرسة.
“قلعة الجندي”
وتعرف أيضاً باسم قلعة سدر وقلعة الباشا ، و هي قلعة تقع في محافظة جنوب سيناء على بعد 70 كم من مدينة رأس سدر ،بناها صلاح الدين الأيوبي، وتقع علي تل رأس الجندي الذي يصل ارتفاعه إلي 2150 قدماً فوق سطح البحر، ويرتبط بناء هذه القلعة بوقائع تاريخية، فقد شيدت هذه القلعة لحماية مسار الحجاج إلى مكة ولمقاومة الهجمات المحتملة من الصليبيين وكان بنائها في 1187،وهو المقابل للتاريخ الهجري المنقوش حتي الآن علي باب القلعة.
وقد جاء ذكر قلعة الجندي برأس سدر فى نهاية العصر الفاطمي بعد صراع بين شاور وضرغام، على الحكم فى مصر حيث استعان أحدهم بنور الدين محمود والآخر استعان بالصليبيين فجاء ذكر القلعة فى هذا الصراع ، فقد كان هناك حامية عسكرية صليبية لهذا الموقع،
وفي العصر الأيوبي عندما احتل الصليبيين الشام ، كان طريق الحج فى شمال سيناء ،و هو طريق القوافل المعتاد الممهد فيه سبل المعيشة ، و الذي بات فيه تهديد على الحجاج، ومن ضمن الحوادث المشهورة،"أن أخت صلاح الدين الأيوبي كانت ضمن قافلة حجاج وتعرض لها الصليبيون بقيادة أرناط الذي نهب القافلة وقتلها، ما دفع صلاح الدين لإهدار دم أرناط وبعدها تغير طريق الحج إلى طريق وسط سيناء المسمي بدرب الشعوى أو درب السلطان، وقلعة الجندي هي قلعة حربية لحماية حدود مصر وتأمين طريق الحج واستراحة من ضمن استراحات الحجاج.
"نهاية الدولة الأيوبية في مصر"
بعد تولي شجر الدر حكم البلاد ،ظل الأمراء الأيوبيون يعتبرون أنهم أصحاب الحق الشرعي في حكم مصر وبلاد الشام بوصفهم سلالة صلاح الدين، وأن ماجرى يعد خروجًا للسلطنة في مصر على البيت الأيوبي، ورفضوا أن يحلفوا يمين الولاء للسلطانة الجديدة، وبذلك تكون قد خرجت بلاد الشام من قبضة شجر الدر، وانقسمت الجبهة الإسلامية بين مصر المملوكية وبلاد الشام الأيوبية.
لتكون أهم أسباب سقوط الدولة الأيوبية تلك التفرقة الكبيرة التي حدثت فجعلت الباب مفتوح لكل الصراعات والخلافات بينهم، إذ انشغل المسلمون في انفسهم و صراعاتهم الخاصة علي السلطة و نسوا العدو الحقيقي المتمثل في الصليبين.
الأكثر مشاهدة
ما هي توقعاتك لمباراة ليفربول ضد توتنهام في كأس الرابطة الإنجليزية؟
-
فوز ليفربول
-
فوز توتنهام
-
تعادل الفريقين
أكثر الكلمات انتشاراً