السبت، 04 يناير 2025

06:21 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

tru

دينا شرف الدين تكتب.. لمحات من مصر على مر العصور "مصر الأيوبية 2"

دينا شرف الدين

دينا شرف الدين

A A

واستكمالًا للحديث عن دولة الأيوبيين في مصر:

بعد وفاة الملك (العادل  أبو بكر)، انهال الصليبيون على الشام ومصر، وخصوصًا مصر في ثلاث حملات صليبية متتابعة، أرغمت الكامل محمد أن يتنازل طواعية عن بيت المقدس  للملك فريدريك الثاني سنة 625 هـ الموافق 1228م.

واختلف الأشرف موسى مع المعظم عيسى على حدود النفوذ في الشام والجزيرة، ووقعت بينهما الكثير من المشاكل والاضطرابات كرست الفتنة وعمقت أسباب الخلاف ومهدت لمزيد من التخبط وفتحت طريق سقوط الدولة.

ووُلِّى بعد وفاة (الكامل )ملك مصر ،محمد ابنه الصالح أيوب سنة 637 هـ، والذي استرد بيت المقدس ودمشق و عسقلان  بعد تحالفه مع القوات الخوارزمية الهاربة من الغزو المغولي.

وفي نهايات حياة الصالح أيوب هجمت الحملة الصليبية السابعة على مدينة دمياط بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا سنة 647 هـ، فرابط الصالح أيوب بالمنصورة، وهناك أصيب بمرض شديد تفاقم عليه حتى مات.

وأخفت جاريته أم خليل الملقبة بشجر الدر خبر موته وأرسلت لولده الأمير توران شاه والذي كان بالشام آنذاك، فقاد الجيوش المصرية وحقق انتصارًا كبيرًا على الصليبيين، وأسر ملكهم لويس التاسع.

ولما حقق توران شاه انتصاره على الصليبيين، انقلب على زوجة أبيه وباقي قادة الجيش وكانوا جميعًا من المماليك البحرية، وخطط للتخلص منهم وعزلهم.

وبعد انقلاب توران شاه علي زوجة أبيه شجر الدر، اضطرت للتآمر مع المماليك على قتله، 
فهاجموه في ليلة 28 محرم 628هـ الموافق 2 مايو 1250م، واجتمعوا عليه وقتلوه بسيوفهم ليتفرق دمه بينهم، وبعدها اتفقوا على أن يولوا عز الدين أيبك التركماني، وقد كانت تلك الواقعة بمثابة بداية لدولة المماليك ونهاية الدولة الأيوبية.

وأصبح المماليك بعد مقتل توران شاه أصحاب النفوذ، وكان من الطبيعي أن يعينوا واحدًا منهم لتبوء عرش السلطنة الشاغر، فوقع اختيارهم علي شجر الدر لتولي العرش.

 
ولكن حكم شجر الدر تعرض للانتقاد من قبل الخليفة العباسي المستعصم بالله، الذي عاب على المماليك تنصيب امرأة في الحكم، فاقتنعت شجرة الدر واقتنع المماليك معها بضرورة تغيير رأس السلطة، فتزوجت من الأمير عز الدين أيبك، وتنازلت له عن الحكم، بعد أن دام ثلاثة أشهر.

وقف الأمراء الأيوبيون في الشام موقف العداء للنظام الجديد القائم في مصر، وقد جرت العادة منذ أيام صلاح الدين أن يكون للسلطان في مصر سيطرة على بقية الأمراء الأيوبيون في الشام، لذلك أرسلت شجر الدر عقب مبايعتها الخطيب أصيل الدين محمد لأخذ البيعة لها من أمراء الشام.

وظل الأمراء الأيوبيون يعتبرون أنهم أصحاب الحق الشرعي في حكم مصر وبلاد الشام بوصفهم سلالة صلاح الدين، وأن ماجرى يعد خروجًا للسلطنة في مصر على البيت الأيوبي، ورفضوا أن يحلفوا يمين الولاء للسلطانة الجديدة، وبذلك تكون قد خرجت بلاد الشام من قبضة شجرة الدر، وانقسمت الجبهة الإسلامية بين مصر المملوكية وبلاد الشام الأيوبية.

و خلاصة القول أن أهم أسباب سقوط الدولة الأيوبية، كانت تلك التفرقات الكبيرة التي حدثت فجعلت الباب مفتوح لكل الصراعات والخلافات بينهم، إذ انشغل  المسلمون في أنفسهم وصراعاتهم الخاصة على السلطة ونسوا العدو الحقيقي المتمثل في الصليبين.


"مظاهر الحضارة الأيوبية في مصر"

-شهد العصر الأيوبي ازدهارًا في علم (اللغة):
ومن أبرز من برعوا في هذا العلم محمد بن بري، وأبو الفتح البلطي، وابن عبد المعطي الزواوي، وابن الحاجب.

-أما (الشعر):
فقد طغى عليه طابع الجهاد والكفاح، وأصبحت أغلب القصائد الشعرية في جميع أنحاء الشرق العربي تشيد بالانتصارات و الأعمال البطولية.
 

ومن أشهر شعراء العصر الأيوبي الشاعر المصري ابن سيناء صاحب كتاب دار الطرز، وابن شمس الخلافة، وكمال الدين ابن النبيه المصري، والشاعر الصوفي عمر بن الفارض، وجمال الدين يحيى بن مطروح، وبهاء الدين زهير الذي عاش في خدمة الملك الصالح أيوب.

-واهتم سلاطين بني أيوب اهتمامًا كبيرًا باقتناء الكتب التي شملت المنطق والفلسفة والهندسة والفلك والموسيقى والطب بالإضافة إلى الكتب الدينية، فالملك المؤيد مسعود بن صلاح الدين صاحب اليمن كان مغرمًا باقتناء الكتب حتى اشتملت مكتبته على آلاف الكتب، والمكتبة التي عني بها السلطان الكامل بالقلعة كانت في الأصل تؤلف مكتبة القاضي الفاضل، ثم عنى بها ابنه الأشرف أحمد حتى أمر السلطان الكامل بوضع اليد عليها ونقلها إلى القلعة سنة 626 هـ الموافق 1229م، لتصبح نواة مكتبة كبيرة ضمت ثمانية وستين ألف مجلد، وللحديث بقية.

search