تامر أمين يكتب.. مأذون شو
تامر أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الأسبوع سنتحدث عن ظاهرة جديدة بدأت تنتشر وبشدة في الفترات الأخيرة في حفلات عقد القران “كتب الكتاب”، ألا وهي ظاهرة شو المأذون أو الاستعراض الذي يقوم به المأذون أثناء عقده للقران من أجل إبهار الحاضرين ولفت الأنظار بأي طريقة.
وهنا علينا أن نعود سريعا إلى أصل المشكلة والتحول الجديد الذي طرأ علينا وهو مواقع التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا التي جعلت الجميع يبحث عن اللقطة والانتشار والشهرة بأي طريقة وبأي ثمن، والحق فإن هذا لا يحدث فقط من المأذون بل تقريبا في كل المجالات ومن معظم الناس؛ لأن هوس الشهرة والترند تملك منهم، وأدار رؤوسهم بشكل أفقدهم التوازن وأضاع عليهم البوصلة.
للأسف الشديد فإن صورة المأذون الوقورة قد اهتزت كثيرا في الآونة الأخيرة بسبب هذه السلوكيات التي يقوم بها البعض دون مراعاة لهيبة المأذون ووقاره والشكل المحترم الذي تعودنا عليه خلال العقود الماضية، إضافة إلى آداب المهنة التي يجب مراعاتها طوال الوقت، فالرجل الذي يؤدي وظيفة المأذون ويقوم بعقد الرباط المقدس بين الرجل والمرأة، ويتلو الصيغة الشرعية والآيات القرآنية لا يجب أبدا أن يفقد وقاره واحترامه، ويعمد إلى إضحاك الناس والترفيه عنهم، والقيام ببعض الأشكال الاستعراضية لجذب الأنظار، وقد وجدنا في الفترات الأخيرة ما يسمى بالمأذون “الفرفوش” والمأذون “النعنوش” والمأذون “الكوميديان”، وغيرهم من الأشكال والأنماط التي لم نعتد عليها أبدا في شاغلي هذه الوظيفة الوقورة.
سواء رضينا أم لم نرضَ فهناك بعض الوظائف والمهن التي تتطلب وقارًا واحترامًا لخصوصية هذه المهنة كالقاضي ووكيل النيابة والضابط وغيرهم، لكن كما ذكرنا فإن رياح السوشيال ميديا هبت بشدة لتعصف بكل المبادئ والآداب التي تأسست عليها هذه المهنة لسنوات طويلة وجعلت المأذون يبحث عن الترند وسرعة الانتشار.
ودعوني أزيد عليكم كارثة حدثت في الفترة الأخيرة وهي انتحال البعض صفة المأذون الشرعي دون أن يكون كذلك، ويقوم بعقد القران وحضور الاحتفالية وقبض المقابل المادي ثم يلوذ بالفرار، ويبحث أهل العروسين بعد ذلك عن الوثيقة أو تسجيل العقود في الدوائر الرسمية فيكتشفون عملية النصب والاحتيال، وهنا أريد أن اطمئن هؤلاء الأهالي جميعًا على مصير أولادهم فهم بالتأكيد في حالة بلبلة وشك من صحة عقد القران بل وصحة الزواج بالكامل، والحقيقة المؤكدة أن أي عقد قران تم فيه الإيجاب والقبول من الطرفين وتلاوة الصيغة الشرعية للزواج بالإضافة إلى حضور الشهود والإشهار فهو بلا شك زواج شرعي حلال صحيح لا لبس فيه ولا شك، وإنما المشكلة ستكون في توثيق العقد فقط وهذه مشكلة يمكن تداركها لاحقًا عن طريق الذهاب إلى مأذون رسمي معتمد من وزارة العدل؛ ليقوم باستكمال الإجراءات وتوثيق الزواج الذي تم بالفعل وهنا تنتهي الأزمة.
أرجو أن أكون قد ساهمت في طمأنة البعض الذين انتابهم الشك وساورهم القلق، كما أرجو وبشدة أن يعود المأذون إلى سابق عهده من الوقار والحشمة والاحترام، ويترك الاستعراض لأهل الاستعراض فهم أولى به وهو أولى بهم، ودعوني في هذا السياق أن استغفر الله لي ولهم ولكم.
الأكثر مشاهدة
ما هي توقعاتك لمباراة ليفربول ضد توتنهام في كأس الرابطة الإنجليزية؟
-
فوز ليفربول
-
فوز توتنهام
-
تعادل الفريقين
أكثر الكلمات انتشاراً