الثلاثاء، 07 يناير 2025

08:37 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

tru

الشيخ خالد حسن يكتب.. ما ظنكم برب العالمين

الشيخ خالد حسن

الشيخ خالد حسن

A A

الله سبحانه وتعالى هو رب العالمين، الذي كفل لنا الحياة على أرضه والعيش تحت سمائه، وكلما ازداد الإنسان تعلقًا بربه ازداد إيمانًا ويقينًا، بل وخلّص قلبه من شوائب الشرك وعدم اليقين، فما ظنكم بالله، الذي لا تعجزه أشياءً في الأرض ولا في السماء، الله الذي رفع السماء بلا عمدٍ ترونها، والأرض بسطها ودحاها وأخرج منها أقواتها، ونصب الجبال ورفعها شامخةً.

الله الذي يغني فقيرًا ويفقر غنيًا كل يوم هو في شأن، سبحانه الذي نجّا موسى من عذاب فرعون وهامان حتى إذا أدركوه وقومه بجنودهما، فقال بنو إسرائيل يا نبي الله إنا لمدركون قال بلسان الواثق بالله «كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ» (سورة الشعراء - الآية 62).

فكانت النتيجة الطيبة عن صدق الظن واليقين بالله «فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ» (سورة الشعراء - الآية 63).

فما ظنكم بربكم الذي نجّا إبراهيم عليه السلام من نار المتكبر الجاهل النمرود الذي قام بجمع الحطب وأوقد فيه النيران لكي يجعل فيها إبراهيم عليه السلام، فأنزل الله جبريل عليه السلام إلى خليل الرحمن وقال له ألك بحاجة؟! قال له إبراهيم عليه السلام، منك، فلا، ولكن (حسبي الله ونعم الوكيل).

 
«الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ»، فما ظنكم بربكم؟! الله الذي ألان لداوود الحديد وسليمان الريح، وأعطى زكريا يحي هاديًا ومهديًا وزكاةُ منه وكان تقيًّا، ونجّا صالحًا من قومه المعتدين، وهودًا من قومه الجبّارين وافتدى إسماعيل بذبحٍ عظيم، وجعل عيسى وأمه آيةً للعالمين، واصطفى الحبيب محمدًا للوصول إلى سدرة المنتهى لرب العالمين. 
فما ظنكم بالله الذي كفل لنا الرزق وقال «وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ» (سورة هود - الآية 6)، وقال «وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ» (سورة الذاريات - الآية 22). 
فلا تحزن على ما فاتك من الدنيا، وأعلم أن هناك ربًّا يرعاك ويحفظك رغم ذنوبك ومعاصيك، وكن دائمًا على يقين بالله، اللهم بلغ بنا وعلمنا يارب ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.

search