السبت، 05 أكتوبر 2024

08:15 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

خلق وضع جديد لدبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية

الإعلامي الصيني نور يانج

الإعلامي الصيني نور يانج

بقلم: الإعلامي الصيني نور يانج

A A

تم مؤخرًا الانتهاء من الدورتين السنويتين الصينيتين، حيث وعدت الصين العالم فيهما مرة أخرى، بأنها ستواصل إضافة المزيد من اليقين والطاقة الإيجابية السياسية والاقتصادية، إلى عالم اليوم الذي تتشابك فيه التحولات والاضطرابات، كما تلقت دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية، اهتمامًا كبيرًا واعترافًا من المجتمع الدولي.

في المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الذي عقد يوم الـ7 من مارس، أجاب وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية الصيني، على أسئلة الصحفيين الصينيين والأجانب حول القضايا المتعلقة بـ"السياسة الدبلوماسية والعلاقات الخارجية للصين"، وقام بشرح مفصل عن مقترح الصين، فلا يعكس خطابه فقط تماسك واستقرار السياسة الدبلوماسية الصينية فحسب، بل يظهر أيضًا مساهمة الصين ومسؤوليتها في الحوكمة العالمية في العصر الجديد.

وأشار وانغ يي إلى أن تعددية الأقطاب المتسمة بالمساواة تتطلب تحقيق المساواة بين الدول من حيث الحقوق والفرص والقواعد، كما تتطلب تعددية الأقطاب المتسمة بالانتظام والالتزام سويا بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والتَّمسك بشكل مشترك بالمعايير الأساسية المعترف بها عالميًا للعلاقات الدولية.

Description: C:\Users\Administrator\Desktop\杨明宇图片.jpg

من المعلوم أن الصين ظلت مؤيدة قوية ودافعة نشطة لعالم متعدد الأقطاب وتعارض احتكار أي دولة للشؤون الدولية، إن الخطاب الذي ألقاه وانغ قد وضّح تدابير محددة فيما يتعلق بالحفاظ على استقرار العلاقات بين الدول الكبرى والعمل مع الدول المجاورة لتحقيق التقدم معًا والعمل مع "الجنوب العالمي" للتنشيط والتطور.

يعدّ "الجنوب العالمي" قوة مهمة في تعزيز عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظّم، وظلت تدعم الصين صعود الاقتصادات الناشئة مثل مجموعة البريكس والجنوب العالمي وتتّحد معها، حيث قامت ببناء منصات في مختلف المجالات لتعزيز تنميتها الشاملة والمساعدة في زيادة مشاركتها وإطلاق صوتها في الشؤون العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر وانغ بوضوح أنه من أجل تعزيز تنمية المجتمع البشري، يجب علينا تحقيق العولمة الشاملة، "ما يتطلب تكبير كعكة التنمية الاقتصادية وتوزيعها على نحو جيد، يجب علينا أن لا نتبع نموذجًا تنمويًا أحاديًا، وأن نتخلى عن الأحادية والحمائية التي تفيدنا وتضر الآخرين.

وهذا هو الاقتراح الدبلوماسي والاقتصادي المتخذان من قبل الصين، وتواصل الصين الالتزام بالانفتاح على العالم الخارجي والالتزام بتشارك الفرص والتعاون المتساوي ومواصلة تعزيز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار وتعزيز العولمة الاقتصادية الشاملة والاستفادة العامة منها، وحل الصعوبات الهيكلية التي تعيق التنمية الصحية للاقتصاد العالمي.

ترحب دول العالم بمبادرة الحزام والطريق باعتبارها منفعة دولية عامة، خاصة في ظل انطلاق عقدها الذهبي الثاني، وذلك لأن الصين لا تسعى إلى التحديث منعزلة عن غيرها، بل تتطلع إلى أن تصبح محركًا لتحديث العالم، فتعد المنافع العامة الدولية مثل البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" أفضل تفسير لتعزيز الصين للعولمة الاقتصادية الشاملة.

وفي حديثه عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد وانغ مرة أخرى على موقف الصين في دعمها وبقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة وتلتزم دائمًا بالتوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وتدعم فلسطين لتصبح عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وتدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع وبمصداقية أعمق وبشكل فعال لوضع الجدول الزمني وخارطة الطريق لتنفيذ "حل الدولتين".

تدعو الصين دائمًا إلى السلام وتعارض الحرب. وفيما يتعلق بالصراعات الدولية والإقليمية، تسعى الصين دائمًا وأبدًا إلى إيجاد حلول سلمية ولا تحرض على الحرب ولا تسعى إلى تحقيق مكاسب ذاتية من الصراعات، وتظهر السياسات والممارسات الدبلوماسية الصينية مهمتها ومسؤولياتها كدولة كبرى مسؤولة من أجل بذل جهود ومساهمات إيجابية لتعزيز السلام والتنمية العالميين على نطاق واسع من المراحل الدولية.

وبالنظر إلى المستقبل، فإن السياسة الدبلوماسية الصينية بما تتمتع به من الاستقرار والعدالة ستواصل بذل الجهود لتعزيز تنمية السياسة الدولية في اتجاه أكثر توازنا ومساواة، كما أنها ستواصل أيضًا التمسك بموقف بنّاء من الانفتاح والشمول لتشارك الفرص في العصر الجديد مع العالم من خلال المشاركة في عملية الحوكمة العالمية وقيادتها والعمل بشكل مشترك على تعزيز التنمية السلمية والمستقرة للمجتمع البشري.

search