الشيخ خالد حسن يكتب.. أنت عند الله غالٍ

لقد كرَّم الله سبحانه وتعالى الإنسان وخلقه في أحسن تقويم لأنه من صنع يده عز وجل حيث قال تعالى (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) بل والأكثر من ذلك جعل للإنسان الأفضلية على كل المخلوقات وأمر الملائكة بالسجود لآدم - عليه السلام  - حيث قال عز وجل (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى) وزاد الله عز وجل في تكريمه للإنسان حيث سخر له كل شيء في خدمته في ذلك الكون قال تعالى : (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر  ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) إن ذلك ليس فحسب ووضح لنا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - كيف كرم الإسلام الإنسان وحرص على عدم إهانته أو الاستهزاء به فقد روي أن عبد الله ابن مسعود كان يجني سواكًا للنبي - صلى الله عليه وسلم  - من شجر الأراك فكشفت الريح ساقيه  فضحك الصحابة من دقة ساقه ، فقال - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: لما تضحكون ؟! قالوا من دقة ساقه يا رسول الله ، قال : (والله إن قدم ابن مسعود أثقل عند الله من جبل أُحد).

وحرص النبي - صلى الله عليه وسلم  - على عدم إهانة أهل الكتاب والمعاهد ، فقال - صلى الله عليه وسلم-: (ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة ) وهذا دليل على احترام الإنسان وتجليله مسلما كان أو غير مسلم ، وهذا تكريم واضح للإنسان الذي هو عند الله غالٍ ، ونريد أن نوضح أمرًا هامًا، وهو دعوة لكل من يوصف بالغرور أو التكبر.. على من تتكبر؟! تتكبر على إنسان مثلك بل قد يكون أفضل منك عندك الله بقربه وتقواه وورعه حيث قال - صلى الله عليه وسلم  - ( رُبّ أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبرّه ) ووأضح أن الأفضلية بتقوى الله حيث قال - صلى الله عليه وسلم  - ( لا فضل لأعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى ).

دعوة لك أخي الحبيب الذي توصف بالتكبر،  على من تتكبر؟! فإنك تتكبر على من صنعه الله بيده ونفخ فيه من روحه،  فقد يكون أفضل منك عند الله بتقوى الله قال عز وجل: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم).

(اللهم بلغ بنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ).