الإعلامى الصينى نور يانغ يكتب لـ «الجمهور » التحديث على خُطى التوافق بين الحضارتين
نور يانغ - إعلامي صيني
نور يانغ - إعلامي صيني
بين تقرير المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني بشكل معمّق الخصائص الخمس للتحديث على النمط الصيني، والجانب المهم منها "التحديث الذي يحظى بالتوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية". حيث تعتبر الوفرة المادية والثروة المعنوية متطلبات أساسية للتحديث الاشتراكي، ولن يتسنى لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية أن تتقدم بسلاسة وتحقيق التحديث إلا عندما تتحسن الحياة المادية والمعنوية للشعب من كافة القوميات في البلاد.
وضعت أجيال من القادة الصينيين في عملية التحديث على النمط الصيني التوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية في موقع مهم. حيث طرح الرئيس الصيني الراحل ماو تسي تونغ في بداية تأسيس الصين الجديدة متطلبات متمثلة في “القضاء على الفقر والجهل الذي خلّفته الصين القديمة وتحسين الحياة المادية للشعب تدريجيًا وتحسين الحياة الثقافية للشعب”.
كما أشار الرفيق دنغ شياو بينغ بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح إلى أنه "يجب علينا ألا نبني حضارة مادية رفيعة المستوى فحسب، بل علينا أيضًا أن نبني حضارة معنوية اشتراكية رفيعة المستوى"، مما يحدّد أهدافا معقولة وفعّالة للبناء الاقتصادي والثقافي في الصين في ذلك الوقت.
وبعد دخول الصين العصر الجديد، التزمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والرئيس شي جين بينغ، بالنهج المتمحور حول الشعب وعززت التنمية المنسّقة للحضارات المادية والمعنوية والاجتماعية والبيئية، ممّا خلق طريقًا جديدًا للتحديث على النمط الصيني، ونشأ شكلا جديدا من أشكال الحضارة الإنسانية، وحرّر القوى الإنتاجية الاجتماعية وتنميتها، والحفاظ على التنمية المستقرة والصحية والمستدامة للاقتصاد الوطني، ومواصلة تعزيز الظروف المادية لتوفير حياة سعيدة للشعب الصيني، وفي الوقت نفسه، تسعى إلى وراثة الحضارة الصينية، وتعزيز القوة المعنوية للشعب، والدفع بالإثراء المادي الشامل والتنمية البشرية الشاملة.
منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، زاد إجمالي الاقتصاد الصيني بسرعة وتحسّنت قوتها الوطنية الشاملة بشكل مطّرد، فحقّق المجتمع الصيني سلسلة من الإنجازات التاريخية. في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني (عام 2021)، أكملت الصين المهمة التاريخية المتمثلة في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي للصين من 7.5 تريليون إلى 16.8 تريليون دولار أمريكي من عام 2012 إلى عام 2022، ويحتل المجموع الاقتصادي المرتبة الثانية على مستوى العالم، وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 5524 دولارا إلى 11934 دولارا أمريكيا، وهو ما يقترب من مستوى نصيب الفرد من الدول ذات الدخل المرتفع.
وقد ساهم تعزيز القوة الوطنية الشاملة في تحسين وترقية الأمن القومي والضمان الاجتماعي والتعليمي والطبي وغيرها من المجالات، كما أن القيم الاشتراكية الرئيسية التي تمارس على نطاق واسع لا تجمع القوة الجبّارة للشعب فحسب، بل توفر أيضًا التوجيه الفكري والدعم المعنوي للشعب، مما يعزز بناء الحضارة المعنوية الاشتراكية.
في طريق التقدم المستمر للتحديث على النمط الصيني، نجد أن النظرة المعنوية والثقة بالنفس التي أظهرتها الصين المعاصرة، قد وفرت مفهوم القيم الجديدة لتطوير التحديث العالمي، فضلاً عن السحر والقيمة الفريدة التي تظهر في عملية التبادلات الثقافية والتعلم المتبادل مع البلدان الأخرى.
يعدّ الالتزام بفكرة التنمية المرتكزة على الشعب وتعزيز "التنمية البشرية الشاملة"، الموقف الأساسي للاقتصاد الاشتراكي. يتمسك التحديث على النمط الصيني باعتباره الهدف الأساسي وتلبية احتياجات الشعب من أجل حياة أفضل على المستويين المادي والمعنوي، ويعزز التنمية المنسقة لـ "الحضارتين" في عملية تراكم الثروة المادية وتشكيل نظام القيمة، مما يجعل التحديث على النمط الصيني أكثر إقناعًا وتداولًا، ومن المؤكد أن الطريق إلى التحديث على النمط الصيني سيصبح أكثر انتشارًا.
نور يانغ - إعلامي صيني
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً