الانتخابات الرئاسية رهان المصريين للاستقرار

الحياة السياسية انقلبت رأسا على عقب بعد السابع من أكتوبر فى مصر، وفى فلسطين، ولن أكون مبالغة إذا قلت فى العالم بأسره، فما حدث فى غزة يفوق تصور الجميع .. وأعتقد أن عملية طوفان الأقصى ستظل علامة فارقة فى تاريخ فلسطين ومصر على حد سواء ..

ودعونى أفند ما كان عليه الشارع المصرى قبل هذا التاريخ الذى ذكرناه، كنا لا نتحدث عن الانتخابات الرئاسية، كنا نهتم فقط بلقمة العيش والارتفاع المتواصل لأسعار السلع الأساسية وغيرها، ورغم الزيادات المتواصلة فى الأجور والمرتبات والتى قررها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فضلا عن رفع الحد الأدنى الأجور لأربعه آلاف جنيه ، إلا أن إرتفاع الأسعار يلتهم أى زيادات مقررة ..

فجأة.. ومع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تحولت ملايين القلوب والأفواه للابتهال والدعاء للفلسطينيين الذين يتساقطون كل يوم بالمئات على مدار خمسين يوما. 

بجانب ذلك انشغل المصريون بالتفكير فيما يحاك من مؤامرة عرفوا أن نتائجها ستكون خطرا على أمن بلدهم القومى، وذلك من خلال ما كانت تعتزمه إسرائيل بتهجير الفلسطنيين من غزة إلى سيناء، وفى كل يوم يمر لا يشغل بال المصريين إلا ما يعيشون فيه من أمن وأمان، فى ظل نظام مستقر وحكومة تسعى بكل طاقتها للعمل على تحسين المستوى المعيشي للمواطن المصرى ، يحمي حدودها جيش عظيم له من العدة والعتاد ما نرهب به الأعداء ..

ما قامت به الإدارة المصرية من جهود عظيمة لإيصال المساعدات لأهلنا فى غزة وأصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي وتلويحه باستخدام القوة حال تخطى الخط الأحمر فى سيناء، وما توجت به الجهود المصرية الدبلوماسية بالتوصل لهدنة مؤقتة، والجهود المبذولة فى الوقت الحالي للإيقاف الدائم لإطلاق النار، كلها أمور حفزت الشعب المصرى وشجعته على النزول والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، وتحولت الرغبة إلى واجب وطني على كل مصرى ومصرية يملك حق التصويت فى صندوق الانتخابات.

ولا مجال للشك الآن أن الأعداد التى ستشارك وتدلى بأصواتها فى صناديق الاقتراع ستتضاعف عشرات المرات، وهذا ليس خيالا ، إنما سترونه حقيقة على أرض الواقع، وستكون البداية فى صناديق الانتخاب بالخارج، والتى ستكون تجربة مصغرة للديمقراطية والمشاركة السياسية، وراهننا الأكبر أن هذا البلد استطاع فى عشر سنوات أن يتخطى كل المؤمرات التى حاولت النيل منه .