السبت، 14 ديسمبر 2024

09:48 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

Margins

فريدة الشوباشي تكتب.. مهمة عاجلة للإعلام

فريدة الشوباشي

فريدة الشوباشي

A A

أتوقع أن تضع الهيئات الإعلامية الجديدة على رأس أولوياتها، كشف زيف الأوصاف التي لا نكتفي بترديدها، بل نتبناها ونكررها وكأنها صحيحة.

 ولاحظنا طوال السنوات الماضية، أننا نتقيد بمفردات أعداء الأمة العربية التي تصف العملاء والمخربين، بالمعارضة المصرية !!! وفي سوريا بالمعارضة السورية، لدرجة وصف الجيش الوطني السوري بقوات الأسد.. وطبعا نعرف جميعا التضليل والإرهاب الذي وصفه العملاء بالجهاد الإسلامي.. وكأنهم وحدهم من يحتكر الدين الإسلامي الحنيف، وإطلاق شعارات لم نر أيا منها على أرض الواقع، مثل شعار "على القدس رايحين شهداء بالملايين" ولم نر من هذه الملايين فردا واحدا يلحق ضررا بدولة الاحتلال الصهيوني، بل على العكس تمامًا، أي أن "جهادهم"، أو بالأحرى إرهابهم اقتصر على قتل وتدمير الجنود وهدم المستشفيات وتشريد آلاف المواطنين.

كما شاهدنا في سنوات ما قبل ثورة الثلاثين من يونيو حيث كان الإعلام الأجنبي، خاصة الأمريكي والإسرائيلي، يصف العملاء المخربين، بالمعارضة بينما يصف هذا الإعلام حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال، في أي قطر عربي مثل فلسطين ولبنان وسوريا بأنه دفاع عن النفس !!! ويلقى هذا الإرهاب دعمًا لا حدود له من الولايات المتحدة الأمريكية التي أغدقت كميات رهيبة من الأسلحة الفتاكة وكذلك من الدعم المالي بمليارات الدولارات.

ومؤخرا هدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بإحالة الوطن العربي إلى جحيم إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى منظمة حماس ولم يتفوه ترامب بكلمة واحدة، أمام عشرات الآلاف من القتلى والجرحى العرب، سواء في فلسطين أو لبنان والآن في سوريا، وفقا للمعيار الأمريكي الوحيد المنحاز بوضوح، لا يخفي حتى على الأعمى إلى دولة الاحتلال التي يجاهر رئيس حكومتها النتن ياهو، بأنه سيواصل حرب الإبادة وسيغير الشرق الأوسط، وفقا للمخطط الأمريكي الذي أعلنه وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر، بقوله إن أكبر ضمان لبقاء إسرائيل في المنطقة العربية، هو تفتيت المنطقة إلى دويلات عرقية وطائفية، وهو المخطط الذي يصف الحركات الإرهابية بالإسلامية !!! وكأننا في حرب دينية وطائفية مع بعضنا البعض، وتجاهل الانتماء الوطني بصورة مفزعة، فالأولوية المطلقة يجب أن تكون لتحرير الوطن الذي نعيش فوق أرضه، مهما اختلفت معتقدات أبنائه الدينية، لأن الدين لله والوطن للجميع.

وآمل أن تٌصوب الهيئات الإعلامية الجديدة ما ترسخ من تشويهات في الأذهان في ظل سلبية مطلقة وخوف من هجوم الإرهابيين بإطلاق الشائعات والأكاذيب الضارة للوطن وللمواطن.

إن معركة الوعي هي سلاح بتار بكل ما فى الكلمة من معنى وهي من أهم المعارك التي ستنجح في تطهير الوطن وإعلام القاصي والداني، بأن قوتنا في وحدتنا كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لا يدخر جهدا في تحقيق الوحدة الوطنية والعربية والإنسانية.

search