علاء عصام يكتب.. صراع الدول العظمى يجعل بناء سوريا موحدة شبه «مستحيل»
علاء عصام
خلال مشهد دراماتيكي صنعته الآلة الإعلامية الغربية، نجحت الميليشات الإرهابية الطيبة والثائرة في الانقضاض على حكم سوريا، وسقط أخيرًا بشار الأسد الديكتاتور والقمعي والشيعي والعلوي، وإلى آخره من المصطلحات التي تستخدم لإقناع العالم ببراءة الكيان الصهيوني وأمريكا، التي دربت ودعمت هؤلاء الإرهابيين بمساعدة تركيا، على مدار سنوات طويلة، لتنفيذ مخططاتها الدموية في مواجهة أعدائها في كل بقعة بالعالم.
وبكل بجاحة أعلن زعيم الإرهابيين في الشام، أحمد الشرع عن تنسيقه الكامل مع الكيان الصهيوني الذي أعلن ضم الجولان بزيادة 350 كيلو لدولة الاحتلال للأبد، إلى جانب إعراب المجرم نتنياهو عن بالغ سعادته بمنجزات الثورة السورية المجيدة، وعشقه الكبير لأبطال القاعدة وداعش والنصرة وهيئة تحرير الشام المخلصين.
وخلال 3 أيام فقط من فرحة أهالينا بسوريا الحبيبة، تم اغتيال حمدي إسماعيل عالم الذرة الميكروبيولوجية بمنزله، وقامت قوات هيئة تحرير الشام بنصب كمائن في دمشق، لتسأل المواطنين عن هويتهم الدينية قبل المرور، واحتجازهم للتحقيق حسب هويتهم الدينية، وهو ما فضحته الإعلامية السورية المسيحية ميريلا، التي تعرضت لهذا الموقف وتقول في فيديو لايف من قلب ساحة العباسيين : "لم أتعرض لهذا الموقف على مدار عمري كله في سوريا".
وستتوالى هذه المشاهد الإجرامية والعنصرية، لطالما من اختطفوا حكم سوريا إرهابيون ويكفرون العلم والفن وكل من لا يؤمن بدينهم الإرهابي وليس الإسلامي طبعا، ولن تتوقف وتيرة صراعهم مع طوائف ومذاهب شيعية وعلوية، بل سيتحول الصراع على الهوية الدينية والسياسية والثقافية في عموم سوريا.
وللحقيقة يرجع تاريخ هذا الصراع وتأجيجه وتقسيم الشام إلى القرون الوسطى عبر 500 عام حكم فيها العثمانيين الشام، منذ أن سحق السلطان سليم الأول جيش المماليك في معركة مرج دابق شمال حلب يوم 24 أغسطس 1516.
وقسمت الشام إلي عدة دويلات بعد أن كان موحدا ويقبل بالتجانس والتنوع، وها هي تركيا تعيد مشروعها القديم لضرب وحدة سوريا العروبة من جديد وتدعم هذه الجماعات الإرهابية على مدار 14 عاما.
وبالطبع ذلك على هوى الكيان الصهيونى وماما أمريكا وليس غريبا أو من باب الصدفة، قيام إسرائيل بتدمير البنية التحتية السورية بعد نجاح الثورة الميمونة، وضرب الأسطول السوري والمطارات العسكرية والبنية التحتية السورية بشكل عام.
وسيظل هذا الصراع في سوريا مثلما كان في فلسطين ولبنان بين الدول العظمى وحلفائهم، فكل من أمريكا وحلفائها يتصارعون مع روسيا والصين وحلفائهم على الغاز السوري ومقدرات الشام، وربما يمتد الصراع للأردن وكل موقع في الشام خلال الأيام القادمة وربنا يستر.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
من يتوج بكأس التحدي في بطولة إنتركونتيننتال؟
-
الأهلي المصري
-
باتشوكا المكسيكي
أكثر الكلمات انتشاراً