فريدة الشوباشي تكتب.. تشويه القضية
فريدة الشوباشي
رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب.. شعار عشت عليه طوال عمري ولكن المقصود بالرأي هو الاقتناع بأمر ما ومن ثم الدفاع عنه... أما منهج الأكاذيب والتشويه فلا مجال سوى كشفه وتعرية مروجيه مهما ادعوا من فضائل.
وأقصد هنا حرب الشائعات المسعورة التي يشنها أعداء الوطن ومن بينهم "جماعة الإخوان المسلمون" والذين يتجرعون طوال الوقت مرارة إسقاطهم وطردهم من الحكم في موقف حشد الأغلبية الساحقة، ضم أكبر حشد في تاريخ مصر وربما في تاريخ العالم، ما بين خمسة وثلاثين مليونا وأربعين مليون مواطن أكدوا بجلاء ألا مكان لهم في وطن هو رمز الحضارة والتسامح والمساواة بين كل أبنائه.
ولي تجربة بصدد فقدان الثقة في أية "معلومات" يصدرها الإخوان حيث كان كل ما ينسبونه لي من تصريحات ومواقف وقناعات دينية، باطل وظالم، ومن هنا لم أعد أثق في أي شيء، هم مصدره.. وبعد تجربتنا المؤلمة في سنة حكمهم، وطردهم من الحكم، لم يتوانوا يوما، بل ساعة، عن محاولات الانتقام من مصر وشعبها بشن حرب شائعات، لم يفطنوا حتى لتناقضها مع الواقع الذي نعيشه ونراه أمام أعيننا.. والأدهى أنهم يتسترون بالدين الإسلامي الحنيف فيصفون أنفسهم بالمسلمين، وهو نفس طريق الحركة الصهيونية البغيضة والتي أسس عليها الاستعمار البريطاني زرع الكيان الصهيوني، بزعم انتماء اليهود إلى أرض فلسطين وطرد مواطنيها من ديارهم لاحتلالها، والمحزن أن الحركات الدينية سارت على نفس المنوال، وهو ما مزق المقاومة إلي شيعي وسني ومسلم ومسيحي إلى آخر القائمة الخبيثة.
إن جميع المواطنين أيا كان انتماؤهم الديني أو الطائفي يعانون ذات المرارة، مثلما شاهدنا في حرب الإبادة المستمرة للعام الثاني على التوالي، والتي لم "تفرز" فيها دولة الاحتلال أهدافا غير إبادة العرب مهما كانت معتقداتهم الدينية، ولن أنسى أبدا، المناضل المصري اليهودي شحاتة هارون، الذي رفض الهجرة وأكد أنه سيموت على أرض مصر الوطن وظل طوال حياته يدافع عنها وإدانة العدوان الإسرائيلي.
إن الوحدة الوطنية العربية، دون أي تمييز بين أبنائها، هي هدف الصهيونية العالمية وإشعال الفتن بين مواطنيها.. وقد سبق لي أن تحدثت عن هذا الأمر المهم في مقال لي بعنوان، العالم في عربة مترو، حيث كان الركاب من جنسيات مختلفة وأجناس مختلفة ولغات مختلفة، مع ذلك كانوا يضحكون ويتسامرون، في مساحة نحو عشرين مترا، بينما نحن من المحيط إلى الخليج، نتقاتل، شيعي وسني، درزي وعلوي، قبطي ومسلم، دون الالتفات إلى خطورة مخطط التمزيق، الذي هو في نظري، أقوى أسلحة إسرائيل ضدنا.
إن حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة والضفة وفي جنوب لبنان والعاصمة بيروت، دليل على أن المقاومة الوطنية هي أكثر أسلحتنا فاعلية وهو ما يؤكد أن الاحتلال الصهيوني مآله إلى زوال وأن تحرير الأراضي العربية قادم لا محال.. لكن علينا التخلص من ادعاء أننا في حرب دينية، فلو جاء أخي للاستيلاء على بيتي، سوف أمنعه بجميع الوسائل، فما بالك بيهودي، بولندي أو روسي أو أمريكي، هبط علينا بأسلحة فتاكة، يقدمها لهم المتآمرون ضد الوطن العربي وفي المقدمة منه، مصر الصامدة والتي لم تتهاون يوما في حقوق أبنائها ولا في حقوق الأشقاء العرب.. العرب .. أيا كان انتماؤهم العقائدي.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تتوقع نجاح المبادرة الحكومية لتحويل السيارات من البنزين إلى الغاز؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً