إيمان لطفي سكين تكتب.. استثمار الأندية صفقات بمليارات دون مراعاة لسلامة اللاعبين
إيمان لطفي
في السنوات الأخيرة، تصاعدت المنافسة بين الأندية المصرية لجذب أفضل اللاعبين عبر صفقات ضخمة تجاوزت الملايين، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل توازي هذه الاستثمارات الكبيرة في اللاعبين الاهتمام بصحتهم وسلامتهم؟
رغم أن التعاقد مع اللاعبين يعتبر من أبرز أوجه الاستثمار الرياضي، إلا أن تجاهل بعض الأندية للاهتمام بصحة اللاعبين والبنية التحتية يعكس خللاً في الأولويات، وفى الوقت الذي يشهد فيه الدوري المصري احتدام المنافسة في سوق الانتقالات، يبرز التحدي الأهم: توفير بيئة آمنة ومستدامة للاعبين تضمن استمراريتهم وتقلل من تعرضهم للإصابات.
الاستثمار في اللاعبين أم الملاعب؟
على الرغم من أن الأندية تضخ أموالًا طائلة لجلب أفضل اللاعبين، يظل الاستثمار في تحسين البنية التحتية للملاعب والرعاية الطبية أقل بكثير من المطلوب، الملاعب السيئة، مثل تلك التي تُعرف بأرضياتها غير المستوية أو تجهيزاتها الضعيفة، لا تزال عاملًا رئيسيًا في زيادة إصابات اللاعبين، مما يؤثر بشكل مباشر على أدائهم واستمراريتهم داخل المستطيل الأخضر.
على سبيل المثال، ظهرت شكاوى متكررة من لاعبين في الدوري المصري بشأن أرضيات ملاعب محددة، ما أدى إلى تكرار إصابات الركبة والأربطة، وبينما تعمل بعض الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك على تطوير ملاعبها، إلا أن هناك حاجة لجهود أوسع تشمل جميع أندية الدوري، لضمان سلامة اللاعبين.
الإصابات وتأثيرها على الفرق
الإصابات الرياضية ليست مجرد أزمة فردية، بل تمتد آثارها إلى أداء الفرق بالكامل، الدوري المصري شهد حالات إصابات خطيرة خلال المواسم الأخيرة، من بينها تمزقات الأربطة والتواءات المفاصل، التي تُعزى غالبًا إلى الأرضيات غير المطابقة للمعايير.
غياب الرعاية الطبية الكافية داخل بعض الملاعب يضاعف المشكلة. تأخير التدخل الطبي في حالات الإصابات الحادة أو غياب الأجهزة الطبية المتطورة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية للاعبين، مما يزيد فترة غيابهم عن الملاعب.
غياب التجهيزات: مشكلة متكررة
المشهد الحالي للملاعب في الدوري المصري يعكس نقصًا في التجهيزات الأساسية التي تحمي اللاعبين. الأرضيات غير المطابقة للمعايير، ضعف الإضاءة، وغياب غرف الإسعاف المجهزة تشكل خطرًا مباشرًا على صحة اللاعبين.
في دوريات عالمية مثل الدوري الإنجليزي أو الألماني، يتم تخصيص ميزانيات ضخمة لتحسين البنية التحتية، ما يقلل بشكل كبير من الإصابات ويضمن بيئة رياضية آمنة. هذه التجارب الدولية يمكن أن تكون نموذجًا يحتذى به في الكرة المصرية.
الحلول المطلوبة
لحل هذه الأزمة، يجب أن تعمل الأندية واتحاد الكرة المصري بشكل مشترك على تحسين الأوضاع. أهم الخطوات تشمل:
1. تطوير الملاعب: يجب أن تخضع جميع الملاعب لرقابة صارمة، مع إلزام الأندية بتوفير أرضيات مناسبة وتجهيزات طبية.
2. تأهيل الفرق الطبية: تدريب الطواقم الطبية لتقديم تدخلات سريعة وفعّالة يمكن أن يقلل من آثار الإصابات.
3. زيادة الوعي الوقائي: توفير برامج تدريبية للاعبين حول طرق الوقاية من الإصابات، مع التركيز على اللياقة البدنية.
4. شراكات مع مراكز طبية متخصصة: التعاون مع مؤسسات رياضية دولية لتطبيق أفضل الممارسات في تجهيز الملاعب.
ختامًا
لا شك أن الاستثمار في اللاعبين يجب أن يتجاوز التعاقدات الباهظة ليشمل توفير بيئة رياضية آمنة ومستدامة. إصلاح الملاعب وتحسين الرعاية الطبية ليس رفاهية، بل هو ضرورة لحماية اللاعبين وضمان استمرارية أدائهم.
إن كرة القدم المصرية لن تتقدم دون معالجة هذه المشكلات الجوهرية. الأندية واتحاد الكرة مسؤولون عن وضع سلامة اللاعبين في مقدمة الأولويات، لأن القيمة الحقيقية للاعب تكمن في سلامته وأدائه، وليس في سعره فقط.
أخبار ذات صلة
كيف ترى مستقبل سوريا بعد رحيل الرئيس بشار الأسد ؟
-
تتجه نحو مزيد من الاستقرار
-
تتجه نحو مزيد من الفوضى
أكثر الكلمات انتشاراً