محمد كامل الباز يكتب.. رسالة من أبناء العم سام إلى (جروب الماميز)
د/ محمد كامل الباز
الحياة اليومية في بلادنا شبه متكررة، قديمًا تربّى آباءنا على ضرورة الاجتهاد في المذاكرة وأن التعليم هو سلاحك في الحياة ولا أعلم من أدخل علينا تلك المقولة، وكأننا نعيش في حرب وليس في عالم عادي.
نشأ السابقون على أن الثانوية العامة هي عنق الزجاجة وتحديد المصير، وبالطبع تربّيْنا على ما تربّى عليه الآباء والأجداد، وأصبح التعليم هو قضيتنا الأولى، أن يخرج ابنك طبيب أو مهندس تشعر كأنك ملكت الدنيا وما فيها، بل أصبحت الأمهات في (جروب الماميز) تخطط لهذا الأمر منذ البداية، امتحان الشهر، التطبيقات، المراجعات، بل ومن الممكن أن تقدم الغالي والنفيس وتغضب من أجل ذلك.
أصبح الوالدان حريصان على محاولة خلق مستقبل مادي للأولاد، حتى لو عن طريق غير الشهادة كالبرمجة، التصوير، الكمبيوتر.
حوصرت الأسر في بلادنا داخل تلك البوتقة، يخرج الولد لا يعرف شيء عن قضايا أمته، بل أحيانًا لا يعرف مواقع الدول الشقيقة!!
أين المغرب، وما هي حدود العالم العربي، وما هي قضية فلسطين؟
لا يعلم!!
ماذا فعل الاستعمار في الوطن العربي؟
لا يهمه!!
من هم زعماء العالم العربي وماذا فعلوا للأمة؟
أمر لا يعنينا!!
خرج الأولاد من تربية تقليدية، محكومة بالمادة فقط، جمع المال وبناء مستقبل مادي مستقر كي يتزوج ويكوّن أسرة أخرى وجيل جديد على نفس المنهج وهلم جرا.
شاهدت في إحدى المواقع موضوعًا عن هوايات الأطفال في العالم وماذا يتعلمون في مختلف الدول، أخذت أشاهد الأطفال في كافة أنحاء العالم
أصابتني الدهشة!! مما شاهدت في هذا العمر؟!
عندنا في هذا العمر ينادى على الأولاد بأسماء (الدلع) ولا يكون لهم وظيفة غير اللعب والأكل!!
عندنا في هذا العمر يقضي الأطفال جلّ أوقاتهم أمام البلاي ستيشن والتيك توك!!
هل هؤلاء ليسوا أطفال؟
بلى هم أطفال مثل أطفالنا
لكن آباءهم علموا أن هناك أشياء أهم من اللعب والكرتون والتدليل وهي قضية أمتهم ، هناك أمهات لم تكرس كل حياتها من أجل متابعة منهج (الكي جي) ومحاولة زرع حب الدنيا في صغارها، هناك نساء لم تشغل بالها بما حدث في (جروب الماميز)، وهل خسر ابنها درجة في امتحان التقييم أم لا؟
هناك من كان عندها هدف في أولادها أهم من الوظيفة والزواج وكسب المال، هناك من أخذت عهد على نفسها أن يخرج ابنها مفيد لوطنه ولقضايا أمته.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً