أحمد الكومي يكتب.. رفعت عيني للسما
أحمد الكومي
فيلم «رفعت عيني للسما» يروي أحلام مجموعة من الفتيات في قرية البرشا بمحافظة المنيا بصعيد مصر، تحاول الفتيات تجاوز حدود المكان الصغير بأحلام أكبر من أن يتحملها المكان.
المخرجان أيمن الأمير وندي رياض قدما عملا وثائقيا عن أحلام وتحديات الفتيات في الصعيد، إنها تحديات صلابة الواقع الضيق المحدود في القري وفضاء الأحلام المتسع، وبينهما تخبط وتجريب، إنه طريق معبد بالصعاب، طريق ضيق كضيق بيوت القرية التي تمثل البناء القديم المتهالك في الفيلم.
تتجمع الفتيات في هذه القرية الصغيرة ليستحضرن أحلامهن فيراودهن التعبير عن أنفسهن من خلال العروض المسرحية في الشارع، يبدأن بعرض مسرحية المحكمة ليستعرضن من خلالها قضايا الحب والزواج المبكر، فيعلق أحد المشاهدين للمسرحية من المارة في الشارع: «قلة رباية»، إنها نظرة المجتمع تجاه عرض الفتيات، يستمر الفتيات في عرض المحكمة، إنها محاكمة للمجتمع المحيط، فيرفعن أصواتهن ضد القيود التي تكبت أحلامهم المشروعة.
تنتقل الفتيات إلى (الغيط) ويضحكن من واقعهن في هذا المكان الرحب الواسع مثل أحلامهن التي تعانق السماء ولا يحدها سقف.
هكذا تصطدم الأحلام الشاسعة بالواقع الضيق، إنه تجسيد لأحلام كثير من شباب هذا الجيل، أحلام لا تستطيع تجاوز أسقف منازل القرية الصغيرة، فتندثر الأحلام، إحداهن يأمرها خطيبها بأن تتوقف نهائيا عن الالتقاء بالفتيات فتستجيب مضطرة، والثانية تتوقف أحلامها بعد الزواج، وأخرى تقف أحلامها استجابة للعائلة، لم يبقي سوى ماجدة قائدتهم التي تدربهم في المسرح على التعبير عن أحلامهم.
تتحدث ماجدة مع أخيها عن تمنيها الذهاب إلى القاهرة للدراسة، فيخبرها أخيها أن الحياة في القاهرة مخيفة ومزدحمة وغريبة، فتخبره ماجدة بتلقائية وبساطة أنها ستتجاوز كل هذا، وبعد رحلة من التحديات تقرر ماجدة الذهاب للدراسة في القاهرة، تجهز أوراقها ثم تغادر للتقديم في الدراسة بالقاهرة.
يأتي المشهد الأخير على فتيات صغيرات يسرن في الشارع بروح مفعمة وأحلام متجددة وكأنه جيل يسلم جيل، وتنتقل الكاميرا من الشوارع الضيقة التي تسير فيها الفتيات إلى أعلى القرية، نحو عالم أوسع أفقا، نحو الفضاء المفتوح، نحو السماء، لتتجاوز الأحلام حدود القرية لتصل إلى آفاق أوسع، لتكون النهاية تعبيرا عن حق كل إنسان في أن يحلم ويطير ويرفع عينه للسماء.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً