تامر أمين يكتب.. ملفات الجبلاية
تامر أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا الأسبوع سنتحدث عن قضية تهم الملايين من المصريين لأنها تتعلق بكرة القدم وهي كما تعلمون معشوقة المصريين والمعيار الذي يحدد المزاج العام للشارع المصري على مختلف انتمائه وميوله.
علمنا جميعًا نتيجة سباق الترشح لانتخابات اتحاد كرة القدم المصري، والذي أسفر عن فوز قائمة المهندس هاني أبو ريدة بالتزكية، وذلك نظرًا لعدم ترشح قوائم آخرى أمامه، ويقين باقي الراغبين في الترشح بعدم قدرتهم على المنافسة، وبالتالي سيتم إعلان فوز هاني أبو ريدة وقائمته بالكامل بمجلس إدارة اتحاد الكرة في 10 ديسمبر القادم، ورغم أن الفوز بالتزكية ليس أفضل شكل انتخابي من وجهة نظري المتواضعة، لأن الانتخابات والديمقراطية في شكلها المثالي تعتمد بالأساس على المنافسة التعددية والاختيار بين شخصيات وأفكار مختلفة ومتباينة، ولكننا سنضطر للتعامل مع الأمر الواقع لعل وعسى أن يغير الله بهذه المجموعة الواقع المذري لمشهد كرة القدم المصرية.
صحيح أن القائمة تبدو جديدة على الساحة الكروية وتضم أسماء تدخل لأول مرة في اتحاد كرة القدم، إلا أنه من المعروف أن المهندس هاني أبو ريدة حاضر وبقوة في المشهد الكروي منذ سنوات طويلة حتى ولو لم يكن يتصدر المشهد أو يترأس الاتحاد، وربما هذه التوليفة من القديم والجديد معًا تنتج لنا أفكارًا مختلفة وسياسات حقيقية لإصلاح المنظومة.
أول الأولويات أمام الاتحاد الجديد هو الاستعانة بالأكفاء والمتخصصين وضرورة الابتعاد عن الشللية وأهل الثقة والبطانة السيئة، ويمكن في هذا الإطار أن يستعين المجلس ببعض الشخصيات في تخصصات بعينها كانت تنقص المجالس السابقة ومنظومة الكرة بشكل عام ومن أهمها على الإطلاق التخطيط والاستثمار والإدارة الحديثة والطب الرياضي وغيرها.
أول الملفات المطروحة بقوة هو هيبة وسطوة الاتحاد على الأندية خاصة الجماهيرية والشعبية كالأهلي والزمالك، فما رأيناه على مدار سنوات طويلة هو تحكم الأهلي والزمالك بما يملكان من شعبية وجماهيرية طاغية على المنظومة وعلى الاتحاد نفسه بشكل أضعفه وجعله غير قادر على فرض سطوته وقراراته على الأندية مما قلب الميزان وأفسد الوسط الرياضي، وبالمناسبة هذا الأمر يمكن حدوثه لأنه يحدث بالفعل على سبيل المثال وليس الحصر في منظومة كرة اليد المصرية، حيث الاتحاد هو رأس المنظومة والمسيطر والفارض لهيمنته على الأندية بما فيها الأهلي والزمالك.
ملف آخر له ضرورة ملحة ألا وهو التحكيم، حيث يقبع حاليًا في قاع المنظومة الكروية ويعاني من كونه أضعف حلقاتها، في حين أن الحقيقة والصواب يؤكدان أن التحكيم يجب أن يكون هو الحلقة الأقوى والأمنع، وهذا لن يتحقق أبدا إلا إذا وفر الاتحاد الحماية الكافية للتحكيم في مواجهة الأندية والإعلام والجماهير، هنا فقط يمكن أن يعود الميزان إلى اعتداله ونرى مشهد متوازن بين عناصر اللعبة وقضاة الملاعب.
الملفات كثيرة لا تنتهي ومشاكل وسلبيات كرة القدم أكثر بكثير من أن نتناولها في هذا المقال ولكنني بدأت بأول الأولويات وأهم الواجبات الملحة على طاولة اتحاد كرة القدم الجديد إن أراد إصلاحًا حقيقيًا وتطويرًا ممنهجًا لكرة القدم، وكما يقولون أفلح إن فعل.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تؤيد وضع تمثال لمحمد صلاح فى استاد العاصمة الإدارية الجديدة ؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً