تامر أمين يكتب.. اللعبة الأمريكاني
تامر أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا الأسبوع سنتحدث عن العرض المسرحي الكبير الذي حدث الأسبوع الماضي في مسرح البيت الأبيض ونجح نجاحا ساحقا، ألا وهو عرض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي أسفر عن فوز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري بفترة رئاسية على حساب كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي وقد يتعجب البعض من إطلاقي وصف مسرحية على العملية الانتخابية ولكن المراقب باهتمام لتاريخ وحاضر أمريكا، يتأكد من أننا أمام عرض مسرحي مصنوع منذ 300 عام هي كل تاريخ الولايات المتحدة.
ولو عدنا إلى الوراء سنجد أن أمريكا قد تأسست على مبدأ الحلم الأمريكي الذي يجب أن يبهر كل سكان الأرض وأن يراود هذا الحلم كل الناس، ولكن الحقيقة معاكسة تماما لهذا الحلم وإذا أردنا الحقيقة فإن الولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر شركة مساهمة كبيرة وليست أمة أو وطنا بالمعنى المفهوم، فهي تحوي جنسيات وأعراقا وأصولا مختلفة لا علاقة لهم ببعض، باستثناء المصلحة والمنفعة.
أما عن السباق الانتخابي فعلينا أن نعرف الفارق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لنعلم لماذا فاز ترامب.
الحزب الجمهوري هو حزب غالبيته من المحافظين الكلاسيكيين الذين يتحيزون للجنس الأبيض ويرفضون المهاجرين والملونين أن يشاركوهم المصلحة والثروة.
أما الحزب الديمقراطي فهو مغاير تماما وهو أقرب كثيرا إلى الليبرالية في الفكر والسياسات وقائم على المصلحة والمنفعة الشخصية قبل العامة، دون النظر للتقاليد أو الأعراف أو حتى القوانين ولهذا انحاز معظم الشعب الأمريكي في تصويته لدونالد ترامب، حتى يحافظ على ما تبقى من فكرة الأمة الأمريكية.
ومع تأكيدنا على اكتساح ترامب للمعركة الانتخابية وبفارق أصوات ونقاط كبير في المجمع الانتخابي، لكننا يجب أن نعترف بنجاح المجهود والسعي الذي بذلته كامالا هاريس في الوقت القصير جدا، الذي منح لها للدعاية الانتخابية في أعقاب قرار الحزب الديمقراطي بسحب بايدن، لعدم قدرته على المنافسة فقد استطاعت أن تجمع أصواتا لا بأس بها وتصبح مرشحة قوية أمام ترامب حتى الأيام الأخيرة من السباق وهو ما يمكن أن يمهد لترشحها بقوة في الانتخابات القادمة بعد أربع سنوات.
أخيرا وبعد حسم دونالد ترامب المعركة، علينا جميعا أن نستعد للعرض التالي وهو ما أسميه الحالة الترمباوية، فهو بالتأكيد ليس مجرد رئيس أو قائد للولايات المتحدة، إنما هو حالة متكاملة بعجرفته وغروره ولسانه وتصريحاته ومواقفه وانفعالاته، والأكيد أن الأربع سنوات القادمة ستكون حافلة بالمفاجآت والغرائب، ليس فقط في أمريكا ولكن في ملفات كثيرة على مستوى العالم.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ما توقعاتك لأداء المنتخب الوطني تحت قيادة حسام حسن في كان 2025؟
-
الفوز بالبطولة
-
المنافسة على مركز متقدم
-
الخروج من الدور الأول
أكثر الكلمات انتشاراً