تامر أمين يكتب.. فخر العرب
تامر أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اليوم، سنتحدث عن مشاركة محمد صلاح نجم الكرة المصرية في معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال الأيام الماضية وهو الحدث الذي لاقى اهتمامًا عربيًا ودوليًا كبيرًا.
لقد كانت لفتة راقية من معرض الشارقة أن يوجه الدعوة للنجم المصري ليكون ضيف شرف افتتاح معرض الكتاب في دورته الاستثنائية من خلال ندوة مفتوحة يستعرض فيها محمد صلاح تجربته وتألقه ونجاحه في أن يكون سفيرًا للكرة العربية والأفريقية حتى أصبح أيقونة من أيقونات الدوري الإنجليزي الأقوى في العالم.
لكن قبل أن نتحدث عن صلاح وما قاله في الندوة يجب أن نتوقف أولًا عند الشارقة تلك الإمارة الفريدة في توجهاتها ومبادئها وأسلوب حياتها، والحقيقة أن إمارة الشارقة مظلومة إعلاميًا من وجهة نظري بالمقارنة بالاهتمام الموجه لكل من دبي وأبو ظبي، ولكن المتابع لهذه الإمارة يكتشف عبقرية التجربة ونبل الوسيلة وسمو الغاية، فالشارقة تنتهج نهجًا مختلفًا عن باقي الإمارات العربية في كونها منبرًا للثقافة والعلوم والفكر والدين وهي في ذلك تتفرد عن باقي التجارب الأخرى، والفضل في ذلك يعود إلى الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة الذي يعتبر عراب هذه الرؤية الاستثنائية وينفذها بمنتهى الحكمة والانضباط وفي هدوء، حتى أصبحت الشارقة شيئًا فشيء عاصمة للثقافة العربية والشرق الأوسط كله.
أما عن الملك المصري فلقد كان الاستقبال له حافلًا بكل معاني الكلمة سواء من حيث طوابير الانتظار في الشوارع أو من امتلاء قاعة الندوة بالآلاف من المعجبين والمحبين، وفي هذا بالطبع رسالة قوية مفادها أن نجاحك وتميزك هو الذي يجعلك قدوة ومثلًا أعلى للكثيرين.
ودعونا نتوقف هنا قليلًا عند أبرز ما قاله مو صلاح في هذا اللقاء، فأنا في اعتقادي أن إعادة تأكيده على فكرة الـ mentality أو عقلية التفكير التي يرددها محمد صلاح كثيرًا هي النقطة الجوهرية التي تحتاج للتأمل والتفكير بعيدًا عن هؤلاء الفاشلين الذين دأبوا على السخرية من هذا المصطلح وأخذوا يسفهون منه، الواقع يا سادة أن mentality صلاح هي كلمة السر في نجاح هذه التجربة واختلافها عن كثير من التجارب الاحترافية الأخرى لنجوم عرب كثيرين، ومضمون ما أراد صلاح التعبير عنه هو أن التجربة فيها الكثير من التعلم والدراسة والتحمل والإرادة والتطوير الذاتي والتأقلم والتواضع بخلاف أفكار الكثيرين الآخرين عن ممارسة نجومية كرة القدم على أنها شهرة وأموال طائلة وحياة رفاهية.
ولعلكم تلاحظون الفارق بين حوار صلاح هذا وباقي حوارات الكثير من اللاعبين التي غالبًا ما تكون فارغة من المضمون ومليئة بتفاهات الطرائف واللطائف، صلاح لديه ما يقول وعنده ما يريد توصيله للشباب والأطفال حتى الموقف الطريف الذي حدث أثناء الندوة عند مقاطعة أحد الأطفال لصلاح بقوله أنا بحبك يا صلاح فرد عليه النجم بقوله (بس يا ابني أنا جاي أقول كلمتين خليني أعرف أقولهم)، فصلاح لم يأت كل هذه المسافة لكي يستعرض نجوميته بل لتوصيل رسالة وترسيخ الفكرة.
الأكيد يا سادة أن من يبحث عن قدوة فلا يوجد أفضل من محمد صلاح هذه الأيام ليكون مثالًا يحتذى في التصميم والإرادة والتحدي والنجاح فهو بحق فخر لمصر وهو بحق فخر العرب.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ما هى توقعاتك لأسعار الفائدة فى اجتماع البنك المركزى الخميس المقبل؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً