الإثنين، 25 نوفمبر 2024

04:19 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الدكتور وليد عتلم يكتب.. ارحموا أبناءكم

الدكتور وليد عتلم

الدكتور وليد عتلم

A A

من المدركات والقيود السلبية في مجتمعنا، بعبع الثانوية العامة، وهو مدرك سلبي راسخ شديد التشابك والتعقيد.

 حالات انتحار متعددة حتى ما قبل ظهور النتيجة، شباب في عمر الزهور أنهى حياته قبل أن تبدأ. 

أول قيود وأغلال الثانوية العامة، قيد المقارنة وما ينتج عنه من ضغوط نفسية ومادية شديدة، دائما أنت في موضع المقارنة خاصة في الريف وما أدراك ما الريف وتنافس ومقارنات الريف في التعليم والزواج وجهاز العروس، أنت في مقارنة مع ابن الخالة، وابن العم، وبنت العمة، وابن عم شقيق عم خال والدك أو والدتك، هنا يتم انتاج الضغوط وتصديرها لشاب أو شابة في مقتبل حياته كتب عليه أن يحمل أحقاد وضغائن عائلته، وفشل وإحباطات والديه. 

وبالتوازي مع ذلك تحتاج تلك المعركة موارد كبيرة لزوم الدروس الخصوصية وخلافه. وكأن الجميع تناسى أن الاختلاف وتفاوت القدرات هي سنة الله في خلقه.

وحتى داخل البيت الواحد؛ الأبن الذي يتفوق في الثانوية العامة يصبح حظوة أمه وأبيه، ويتم معاملته معاملة خاصة، ويكون مثال للمقارنة والمعايرة مع باقي أخوته، ونعيد انتاج مسرحية قابيل وهابيل بنجاح ساحق كل عام.

لذلك عزيزي طالب الثانوية العامة، انزع عنك كل تلك الأغلال، واخلع عن نفسك جميع تلك القيود. أرجوك لا تبتئس، هذا بداية الطريق وليس نهايته، هي مرحلة تعليمية وحياتية بحلوها ومرها، نجاحها وفشلها، لا أكثر ولا أقل. تراجعت أهميتها في تحديد مصائر الأرباب والعباد، منذ نهاية مكتب التنسيق وملف طوابع الرغبات. 

ومع المجالات الجديدة، والعلوم الحديثة التي تتحول إليها مصر رويدا رويدا أعتقد أنه لا مجال لبعبع الثانوية العامة في مواجهة الذكاء الاصطناعي، وعلوم التكنولوجيا. هي علوم ليست مقيدة بمجموع ثانوية عامة، وبشكل عام طالما توافرت إرادة العلم والتعلم فلا عائق، ومن يريد يفعل والأمثلة ونماذج النجاح مصريا قديما وحديثا كثيرة ومتعددة.

في رأيي أن التعليم الأهم هو خارج أسوار الكلية أو الجامعة، في الحرم الجامعي نتلقى العلوم الأساسية، لكنها ليست كافية لابد من التزود والاستزادة. ومصر اليوم غير خاصة في مجال التدريب والتأهيل ودعم وتطوير القدرات، ولنا في الأكاديمية الوطنية للتدريب خير دليل.

ورسالة للآباء والأمهات، ارحموا أنفسكم، وارحموا أبنائكم وبناتكم، واحترموا قدراتهم، العلم والتعليم قدرات، دور الأب والأم هو اكتشاف مكامن النجاح ومساعدة الأبناء على تطويرها واستغلالها، كفانا ضغطا على أبناؤنا.

search