وليد عتلم يكتب: المتحدة وضبط المزاج العام
وليد عتلم
في العلم والنظريات؛ المزاج العام هو شكل من أشكال “العاطفة الاجتماعية” وهو يعبر عن حالة عامة إيجابية كانت أو سلبية، تعكس حالة عامة من الرضاء أو السخط.
وهو هنا يتصف بالعمومية، على عكس الرأي العام الذي يتشكل حول قضية أو موضوع معين، لكن يبقى الترابط كبيرًا بينهما، فالمزاج العام يساهم بشكل كبير في تشكيل وتوجيه الرأي العام تجاه قضية بعينها، هكذا كان الحال مع الرياضة المصرية والإعلام الرياضي في الفترة الأخيرة. والقشة كانت قضية المرحوم أحمد رفعت قد فجرت المكتوم في الصدور والنفوس.
رسالة جاءت من العالم الآخر، على لسان شاب مصري، طيب، حاله كحال كثير من شباب المصريين، تراه في كل شارع وكل بيت، شاب مننا وشبهنا، فكانت القشة التي فجرت غضب المصريين وشكلت مزاجًا عامًا سلبيًا وغاضبًا تجاه الوسط الرياضي وما يحيط به من مشاكل ومخالفات كبيرة رياضيًا وإعلاميًا، حادت به عن المسار المرجو والمطلوب، وبدلًا من أن تصبح الرياضة أداة لتحسين المزاج العام، أصبحت بإعلامها وبرامجها ورموزها، أحد أهم محفزات التعصب والاحتقان.
أما عن الإعلام فهو أبرز العوامل المؤثرة في تشكيل المزاج العام وتحديد حالته، ورغم تراجع الإعلام بشكله التقليدي لصالح وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أكثر تأثيرًا في تشكيل المزاج العام وتوجيه الرأي العام، لكن في حالتنا كان الإعلام الرياضي المصدر الرئيسي والخصب، لكل ما تعمل عليه السوشيال ميديا من إثارة، تحفيز وتعبئة المزاج العام بشكل غاضب وسلبي.
هنا كان التدخل حاسمًا من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تدخل يعكس المسئولية الوطنية للشركة قبل المهنية، ويعكس وعياً كبيرًا بحالة المزاج العام المصري، وعدم رضاه المتصاعد تجاه العديد من الأحداث، خاصة الرياضية منها، وهو تدخل يعكس أيضا استجابة سريعة ومباشرة لمتلقي الخدمة الإعلامية الأول وهو الجمهور. وهو ما أكد عليه بيان المتحدة للإعلام من أن "الشركة المتحدة تضع احترام الرأي العام المصري في مقدمة أولوياتها".
وهو تدخل في مضمونه يعكس إلمامًا كبيرًا من قيادات المتحدة بطبيعة الدور وحدود تأثيره في ضبط المزاج العام وتحسينه، والهدف، وببساطة أن الإعلام من الجمهور وللجمهور. بيان المتحدة للإعلام أهم من يتم اختزاله في إيقاف برنامج لشخص خالف السياسات وأخلاقيات العمل المهنية.
لكن البيان في مضمونه ومجمله رسالة، بل عدة رسائل تدلل على توجهات مستقبلية تجاه الكثير من الظواهر غير المرضية على الشاشات وخلفها.
فالبيان أشار في رسالة جلية واضحة إلى أن "الفوضى في قطاع الإعلام الرياضي تستلزم مواجهة حاسمة حرصاً على حق المواطن المصري في إعلام رياضي يحترم الحقيقة ويتوخى الصدق.
وتؤكد الشركة المتحدة حرصها على أن يقدم كوادرها إعلامًا مهنيًا يحترم المشاهد، وأنها لن تتوانى عن ردع كل من يحيد عن المعايير المهنية التي تلتزم بها منذ بداية تأسيسها".
والرسالة الأهم في رأيي من بيان المتحدة هي التأكيد على ما أكدته الحكومة الجديدة في بيانها أمام البرلمان من أن "المواطن أولاً".
المتحدة للخدمات الإعلامية بدأت مسار التصحيح، والكرة الآن في ملعب الهيئات الإعلامية المنتظر إعادة تشكيلها، لتتكامل الأدوار وتضع الضوابط والمعايير لكل من يظهر على الشاشات، وكل ما يقدم عليها، بعد أن أصبح الإعلام مهنة من لا مهنة له.
نتمنى ضوابط صارمة وخبرات عملية تستند على خلفيات علمية في الإعلام، والأهم دور الهيئات الإعلامية في ثوبها الجديد المنتظر فيما يتعلق بعملية المتابعة والإشراف على المحتوى المقدم.
هي فرصة حقيقية للإصلاح وتقديم منتج إعلامي يليق بمصر ومكانتها، ويعيد لها ريادتها إعلاميا وقوتها الناعمة التي مع الأسف تتعرض للتجريف من الخارج، وينخر فيها السوس من الداخل.
رحم الله أحمد رفعت وكل أحمد رفعت في جميع المجالات......
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً