السبت، 23 نوفمبر 2024

12:23 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

‏تامر أمين يكتب: وداعا وزير المكتب

تامر أمين

تامر أمين

A A

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا الأسبوع سنتحدث في موضوع بالغ الأهمية ويمثل من وجهة نظري المتواضعة تحولا جذريا في طريقة الإدارة بالنسبة للحكومة الجديدة. 

تعلمون جميعا أن الحكومة الجديدة سواء الوزراء أو المحافظون أدوا اليمين الدستورية وبدأوا في مباشرة أعمالهم منذ مطلع هذا الشهر، وأنا لاحظت ملاحظة أعتقد أنكم جميعا تشاركونني نفسها، وهي تكرار نزول المسؤولين الجدد إلى الشارع بصورة منتظمة وشبه يومية، ولاحظنا ذلك في جولات بعض الوزراء وبعض المحافظين خلال الأسبوعين الماضيين.

ومع تكرار هذه الزيارات يبدو أنها ليست جميعا من قبيل الصدفة، ولكن المؤكد أنها تعليمات واضحة ومباشرة من القيادة السياسية ومن رئيس الحكومة في إطار تكليفات الحكومة الجديدة، والتكليف هو النزول بصورة منتظمة إلى الشارع وتفقّد مواقع العمل والإنتاج والاحتكاك بصورة منتظمة مع المواطنين. من حيث المبدأ هذه سُنة حميدة جدا جدا نتمنى أن تستمر وأن تدوم ولا يكون الأمر تطبيقا للمثل المصري القديم الشايع (الغربال الجديد له شدة) ثم ما تلبث الأمور أن تعود إلى سابق عهدها (تعود ريما إلى عادتها القديمة).

وهذا النزول المتكرر للمحافظين والوزراء له فوائد عديدة جدا أولها أن يتعرف المسؤول بشكل مباشر عن طبيعة المشاكل التي تحدث في القطاع المسؤول عنه، وأن يتعرف على مستوى أداء المرؤوسين له في وزارته أو في محافظته، بالإضافة إلى الاحتكاك مع المواطنين وسماع مستوى رضاهم أو عدم رضاهم عن الخدمات المقدمة لهم.

كل هذه الأمور بصراحة شديدة كنا نفتقدها في حكومات سابقة كثيرة، وللأسف الشديد كان المسؤول يدير وزارته من على مكتبه ومن خلال التقارير والأوراق التي ترفع له وهذه من وجهة نظري خطيئة كبيرة، بئس المسؤول الذي يتعرف على الشارع من خلال التقارير فهذه التقارير خادعة وليست حقيقية ومن صنع البطانة التي تريد للمسؤول أن يرى الأوضاع من وجهة نظرها ولمصلحتها الخاصة، هذه التقارير والأوراق ما هي إلا أشياء جامدة لا تشعر ولا تنقل الأوضاع بصورة حقيقية كما أنها لا توصل نبض الشارع ولا مشاكل المواطنين.

فإذا استمرت الحكومة وزراء ومحافظين في إتباع هذه السنه  والنزول إلى الشارع سنجد أداءً مختلفا متميزا للحكومة مبني على قياسات الشارع والتعامل المباشر مع المشاكل في أماكنها، كما أن هناك ميزة كبيرة وهي أن المرؤوسين عندما يعلمون أن رؤسائهم ينزلون  في جولات ميدانية مفاجئة بصورة متكررة سيتحسن أدائهم وستختفي جوانب تقصيرهم بشكل كبير.
نرجو من الله أن تتواصل هذه السنه وتدوم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفع الأعمال أدومها وإن  قلّت.

search