الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:35 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

علاء عصام يكتب.. مصر الأفريقية تحمي وتُنمي قارتها «السمراء»

النائب علاء عصام

النائب علاء عصام

A A

سعدت للغاية باللقاء الثلاثي الذي جمع رؤساء "مصر وإريتريا والصومال" يوم الخميس الماضي، وصدر عن اللقاء بيان مشترك، يشير إلى التعاون بين البلدان الثلاثة، بما يضمن عدم تدخل أي جهة في شؤونهما الداخلية، وتعهد مصر وإريتريا بالدفاع عن الصومال الموحدة وصيانة حدودها وأراضيها وبحارها، إلى جانب حماية الجيش الصومالي العربي الشقيق، من الإرهاب والغطرسة الأثيوبية.

وأعتقد أن هذا اللقاء ترجمة لدور مصر الريادي وعودتها لمكانتها الطبيعية والقديمة في القارة السمراء، وسيساهم ذلك في مواجهة العبث الإسرائيلي المعادي لمصالح شعبنا الأفريقي بشكل عام، وسيكون له دور كبير في استنهاض "أفريقي أفريقي"، لمواجهة تحديات الإرهاب وحرب الميليشيات ومساعدة مصر للصومال وإريتريا في مشروعهما التنموي.

وفي ظني أن الدور المصري الفعال والجاد في أفريقيا، منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي يجني ثماره الآن، لاسيما أن مصر من خلال قائدها وسلوكها الديبلوماسي والسياسي عبر سنوات مضت، جعل زعماء القارة الأفريقية واثقين من حسن نوايا دولتنا، وصدق دورنا الداعم لهم بكل ما نملك من قوة عسكرية، وإمكانيات وخبرات اقتصادية وهندسية، تدعم مشروع هذه الدول التنموي خاصة في مجال البنية التحتية والصحة والتعليم.

وبات تأكيدا مصر على دعم الجيش الصومالي في مواجهة احتلال أرضها وحدودها البحرية، ودعمها في عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن، وإرسال قوات مصرية ضمن قوات حفظ السلام للصومال، وتوقيع اتفاقية دفاع مشترك بين مصر والصومال، وأخيرا تشكيل لجنة ثلاثية من وزراء خارجية الدول الثلاث، يجعلنا نطلق أشعارنا بكل ثقة ونقول "مصر لقد عادت شمسك الذهب".

ولم أكن أتوقع أن البيان سيبحث الدفاع عن أمن السودان وحمايتها، لاسيما أن اللقاء على مستوى ثلاثي ومعني بشكل أكبر بالقضايا المشتركة بين هذه الدول الثلاث، ولكن مفردات البيان تؤكد إلى أي قدر ينظر الأشقاء لمصلحة كل دول أفريقيا خاصة السودان، التي في قلب وعين مصر منذ بداية التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.

وانطلق اللقاء نحو العمل الاستراتيجي الفعال بين هذه الدول الثلاث، عندما أكدوا في البيان التعاون بين الدول الساحلية للبحر الأحمر لحماية مضيق باب المندب، في سياق أهميته القصوى كممر بحري حيوي، ومن هنا نرى كيف تنظر هذه الدول الثلاث لمخاطر الفوضى الأمنية والعسكرية في البحر الأحمر، وتأثيرها السلبي على مستقبل هذه الدول ومصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأخيرًا نحن نشهد استنهاضا لجيوشنا الوطنية، عبر عملية تعاون عسكري مشترك بين "مصر وإريتريا والسودان والصومال"، سيكون له انعكاس إيجابي على حصار الميليشيات والجماعات الإرهابية والجيوش الحليفة للصهيونية، والتي كانت ومازالت تهدد شعوبنا واستقرارنا وحدودنا.

search