نتنياهو يحاول إفشال معركة التفاوض التي خاضتها مصر والوسطاء
منذ أن انطلقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر لعام 2023، حملت مصر على عاتقها مسؤولية كبيرة، هدفت من خلالها إلى العمل على وقف المعاناة التي مر بها الشعب الفلسطيني.
تلك المعاناة، جعلت مصر تدرك أنها مسؤولة بصورة أو بأخرى عن ضرورة العمل لوقف تلك المعاناة، لتخوض مصر معركة دبلوماسية قوية بالتوازي مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، منذ اليوم الأول للعدوان، تمكنت من خلالها في نهاية المطاف إلى وقف المعاناة الإنسانية على قطاع غزة، من خلال إبرام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
مصر ربحت معركة التفاوض بين إسرائيل وحماس
معركة تفاوضية شرسة درات منذ اليوم بين حركة حماس، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل الوصول إلى صفقة وقف لإطلاق النار، تلك المعركة كانت تدار بوساطة مصرية قطرية أمريكية، والتي كان تحتاج إلى مفاوض قادر على تذييل كافة العقبات التي يمكن أن تؤخر عملية وقف إطلاق النار.
في هذا الصدد أوضح الكاتب الصحفي إسلام عفيفي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار، أن الاتفاق الأخير بشأن صفقة الأسرى والمحتجزين جاء نتاج محاولات مصر الدائمة من أجل الوصول إلى الرؤية التي تدعو إلى السلام والاستقرار والتهدئة للشعب الفلسطيني.
وأضاف عفيفي في تصريحات للقاهرة الإخبارية، أن الرؤية المصرية انتصرت، والمفاوض المصري انتصر، وانتصرت الرؤية التي تدعو إلى السلام والاستقرار والتهدئة ضد كل محاولات تأجيج الصراع ورفع وتيرة التصعيد واستهداف القضية في حد ذاتها أو اختطاف القضية.
نتنياهو يحاول إفشال مساعي المفاوض المصري
وعلى الرغم من نجاح المفاوض المصري، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، في إبرام الصفقة المكونة من ثلاث مراحل، والتي تنتهي بوقف دائم ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، يسعى بنيامين نتنياهو على الجانب الآخر لإفال الصفقة والعودة للقتال مرة أخرى، في سبيل إرضاء أطماعه السياسية.
وأكدت مراسلة القاهرة الإخبارية، دانا أبو شمسية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول البحث عن حجج مختلفة من أجل إفشال صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
واوضحت مراسلة القاهرة الإخبارية، أن تصريحات مكتب بنيامين نتنياهو أثارت حالة انزعاج كبيرة في الشارع الإسرائيلي خصوصاً في صفوف عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وأضافت، أن هذا التصعيد يأتي في سياق الضغوط التي يمارسها اليمين المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي هدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم تلب مطالبه بشأن استمرار العمليات في غزة.
عائلات المحتجزين تطالب باستمرار صفقة وقف إطلاق النار في غزة
وعلى الرغم من مساعي نتنياهو لعرقلة نجاح صفقة المحتجزين، جاءت عائلات المحتجزين في موقف مخالف للموقف التي تسعى له الحكومة الإسرائيلية.
حيث دعت عائلات المحتجزين إلى تطبيق وقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة، موضحين أن مجتمعاً كاملاً حارب من أجل عودة المختطفات الأربعة.
وأضافت هيئة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة خلال تصريحات نقلتها القاهرة الإخبارية، أنه يجب إتمام وإبرام اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، حتى عودة آخر محتجز إسرائيلي مرة أخرى.
وأوضحت هيئة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، أنه حتى الآن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لم يعلن التزامه الكامل بتطبيق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بصورة كاملة، ولا يمكننا احتمال هذا.
