برنامج بيلاروسي سري يدفع المهاجرين غير الشرعيين إلى دول الاتحاد الأوروبي

في تقرير مثير نشرته النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو"، كشفت خلاله عن "برنامج بيلاروسي سري" مزعوم، يهدف إلى تسهيل عبور المهاجرين غير الشرعيين إلى دول الاتحاد الأوروبي. 

ويقول التقرير، إن هذا البرنامج جزء من خطة حرب هجينة يقودها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لزعزعة استقرار دول الاتحاد الأوروبي بعد فرض عقوبات على بيلاروسيا بسبب القمع السياسي، حيث يشمل التقرير تفاصيل مثيرة حول كيفية تنسيق السلطات البيلاروسية للمساعدة في تسهيل عبور المهاجرين، وكذلك تأثير هذا البرنامج على الحدود الأوروبية.

مكالمات مسربة تكشف الحقيقة

وفي ذات السياق، أشار التقرير، إلى مكالمة مسربة في مايو 2021 بين إيهار كاتشالاو، نائب رئيس الشرطة الجنائية في مينسك، ومسؤولين في وزارة الداخلية. 

وطلب المسؤولون منه تجاهل اختفاء العديد من المهاجرين الذين وصلوا إلى بيلاروسيا من إفريقيا، مشيرين إلى أن الحكومة لا تهتم بوجودهم طالما أنهم في طريقهم إلى الاتحاد الأوروبي، كما أفاد بأن السلطات البيلاروسية تجاهلت مسألة اختفاء هؤلاء المهاجرين، في حين كانت تعمل على تسهيل عبورهم إلى أوروبا.

مصرع العشرات على الحدود: حصيلة البرنامج السري

ومن جانبه، تسبب البرنامج في وفاة ما لا يقل عن 120 شخصًا على الحدود بين بيلاروسيا وكل من بولندا، ليتوانيا، ولاتفيا منذ بداية البرنامج، وفقًا لمنظمة "هيومان كونستانتا" الحقوقية. 

كما اتُهم حرس الحدود البولنديون والاتحاد الأوروبي بصد المهاجرين بشكل غير قانوني في محاولاتهم للعبور إلى دول الاتحاد.

في الوقت نفسه، تم نشر إعلانات في عدة دول تروج لرحلات سياحية إلى بيلاروسيا تحت شعارات مثل السياحة، العلاج الطبي، والصيد، إلا أن العديد من المهاجرين أفادوا بأنهم تم إقناعهم بوعود غير رسمية بتسهيل العبور إلى الاتحاد الأوروبي مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 6000 و15000 دولار أمريكي.

التواطؤ الحكومي: كيف ساعدت السلطات البيلاروسية؟

وفقًا للتقرير، تم استغلال شركات الطيران البيلاروسية مثل "بيلافيا" لنقل المهاجرين، حيث كان يتم منحهم تأشيرات عند الوصول وتوفير الإقامة في فنادق تابعة لمديرية إدارة الممتلكات الرئاسية.

واستمرت الخطة حتى يونيو 2021، عندما بدأ الإعلام يغطّي الأعداد الكبيرة للمهاجرين في الشوارع والمقاهي، مما أثار شكوكًا حول دور الحكومة البيلاروسية في تسهيل هذه العملية.

البرنامج يتحول إلى أزمة على الحدود

بحلول خريف 2021، تغيرت سياسة بيلاروسيا تجاه المهاجرين، حيث أصبح النظام لا يكتفي بمراقبة المهاجرين، بل بدأ في استقبالهم على الحدود البيلاروسية مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا، مع تعليمات لحرس الحدود بعدم التدخل. 

وكانت الخطة تهدف إلى إبقاء المهاجرين في حركة مستمرة باتجاه الاتحاد الأوروبي، مع تقارير عن ضباط بيلاروسيين يرافقون المهاجرين إلى الحدود دون معوقات.