الجمعة، 08 نوفمبر 2024

11:56 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

النائب علاء عصام يكتب: 30 يونيو.. ليلة سقوط تجار الأديان

النائب علاء عصام

النائب علاء عصام

بقلم - علاء عصام

A A

تربعت مصر علي عرش الوسطية المنيع والذي حصنها ومنع اختراق الإرهاب والمغالاة والتعصب وتجار الدين لنسيج شعبها الفكري.

فعلى مر التاريخ كانت ومازالت وستظل مصرنا الحبيبة واحة لاحترام كل الاديان والألوان والمختلفين من كل مكان.

ففي الماضي استطاع المصري القديم أن يكتشف الضمير حيث ظل يعيش سنوات طويلة علي ضفاف النيل ويستقر بالوادي الخصيب لألاف السنين، فعرف الصيد والزراعة وتعلم الكلام، وبسبب تفاعله مع أقرانه تطور تفكيره وتوصل لمفاهيم وقيم سبقت شعوب العالم ومنها الخير والشر وكيف يفعل الانسان ضميره وينشر قيم العدل والتسامح.

وانتقلت كل هذه القيم فيما بعد لحضارات بابل وأثينا والصين، وهكذا استمر المصري يحيا في وطن يصدر مفهوم الوسطية وقبول الأخر.

وعلي الرغم من نزول الاسلام في الجزيرة العربية إلا أن مصر أصبحت قبلة الإسلام الوسطي، فاستطاع علماء الأزهر الشريف أن ينشروا قيم الإسلام السمحة لأوروبا في العصور الوسطي وقام ابن رشد بتهريب بعض كتبه من دولة الأندلس إلى مصر حتي يحافظ عليها علماء الأزهر وتعرضت باقي أعماله للحرق، حيث أنه رفض أن يقمع حاكم الأندلس فكره المستنير وطارت أفكاره التقدمية إلى كل العالم عبر مصر ومازلنا نتسلح بعلمه التقدمي.

ولم تتأثر مصر بالصراعات المذهبية التي امتلئت بها كتب التاريخ وتحول المسلمين إلي شيعة وسنة يتقاتلون فيما بينهم من أجل السلطة، ووصل هذا الصراع بين الصحابه ونعلم جميعًا صراعات علي وعثمان علي الحكم وفيما بعد معاوية والحسن وانتقل بعد ذلك لزيد والحسين.

بينما مصر ابتعدت عن كل هذه الصراعات التي نعاني منها حتي الأن في وطننا العربي، وظل المصري يعشق أل البيت وعلى رأسهم علي بن أبي طالب وولديه، وفي ذات الوقت ينظر لـ أبوبكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعمرو بن العاص وكل الصحابة نظرة إكبار وإجلال باعتبارهم المبشرين بالجنة.

ورغم كل هذا التسامح لم يستوعب أعضاء وقيادات جماعة الإخوان الأرهابية أن كل افكارهم الإرهابية لن تؤثر على الوعي الجمعي للمصريين الذين لن يقبلوا القتل والتجارة باسم الدين، خاصة وأن المصريين علي مدار تاريخهم لم يستعمروا دول ولم يجبروا أي انسان علي عبادات بعينها ورفضوا الحكم الديني علي عكس ما شاهدناه في اوروبا بالعصور الوسطي حيث كان المواطن الاوروبي مجبر علي طاعة رجال الدين وممنوع من التفكير وتقديم أي اثبات علمي حديث.

ويشهد التاريخ علي اضطهاد جاليليو والذي أثبت أن الأرض تدور حول الشمس مع باقي كواكب المجموعة الشمسية بعكس ما كان شائع قديمًا وكانت الكنيسة متمسكة برأيها غير العلمي والذي دافعت عنه حيث كانوا يعتقدوا أن الشمس هي التي تدور حول الأرض.

ورغم أن الجماعة الإرهابية في غفلة من الزمن استغلت تدين المصريين وطيبتهم وصدرت لنا فكرة المظلومية والاضطهاد وهو الأمر الذي جعل ملايين المصريين ينتخبوا المرشح الاخواني إلا ان شعبنا عندما شاهد ممارساتهم العنيفة بعد وصولهم للحكم ومشاهد العنف والقتل واعلان الإخوان أنهم جماعة المسلمين وليسوا جماعة من المسلمين وأصبحت التجارة بالدين علي مرمى ومسمع للجميع انتفضوا في 30 يونيو وقرر الملايين أن يحتشدوا في كل الميادين بكل المحافظات وحتي كبار السن والسيدات جلسوا أمام منازلهم.

ولم يكن أمام الجيش وقائدة سوى الانحياز للشعب مصدر السلطات.

وخلال عام علي حكم العميل محمد مرسي رفضت مؤسسات الدولة الانصياع لأوامر مكتب الإرشاد وانتصرت مصر ومازلنا نحتفل بالعام العاشر علي مرور أعظم ثورة شعبية في تاريخ مصر الحديث.

search