الشيخ خالد حسن يكتب.. «أخلاق نبيكم كنز لا يفنى»

لقد منح الله تبارك وتعالى هذه الأمة الغراء تعاليمًا قويمة عظيمة، هذه التعاليم لابد أن يتمسك بها كل مسلم صحيحٌ إسلامه، وأفضل تعليم نتعلمه من نبينا الحبيب المصطفى  المختار سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الخلق الحسن؛ لأن نبينا نبي أخلاق بعثه المولى عز وجل بدين الأخلاق، حيث امتدحه عز وجل في كتابه الكريم وقال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

وكان صلى الله عليه وسلم ينصح دائمًا بتقوى الله والخلق الحسن، حيث كان ينصح ابن عمه ويقول له (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ)  رواهُ التِّرْمذيُّ، حديثٌ حسنٌ. 

وقال لأجل ذلك تمسكوا بأخلاق نبيكم فهي الكنز الذي لا يفنى، غير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وضح لنا أن أكثر ما يدخل الجنة (تقوى الله والخلق الحسن).

وعن أبي هُريرة قَالَ، سُئِلَ رسولُ اللَّه ﷺ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ، تَقْوى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُق، وَسُئِلَ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ، الفَمُ وَالفَرْجُ. 

وكان صلى الله عليه وسلم يُتصف بالصدق والأمانة، وكان يُلقب بالصادق الأمين حتى قبل أن تأتيه الرسالة ويكون فيما بين قومه رسولًا، وعند حصرنا لسنة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وجدنا أنها أكثر من ستين ألف حديثٍ منها أربعة آلاف حديثٍ يتكلمون عن أمور الدين كله من (عبادات، ومعاملات، وحدود وكفارات) أما باقي الأحاديث وهي ما يقرب من ستة وخمسين ألف حديثٍ يتكلمون عن الأخلاق فقط. 

الخلق هو شعور المرء أنه محاسب أمام ضميره عما يجب أن يفعل، فإننا لا نسمّي الكريم كريمًا حتى تستوي عنده صدقة السرّ وصدقة العلانية، ولا نسمّي الصادق صادقًا حتى يصدق في فعله صدقه في قوله، ولا نسمّي الرحيم رحيمًا حتى يبكي قلبه قبل أن تبكي عيناه، ولا نسمّي العادل عادلًا حتى يحكم على نفسه حكمه على غيره. 

الخلق هو الصرخة التي يصرخها الشجاع في وجه من يجترئ على إهانة وطنه أو العبث في كرامة قومه. الخلق هو أداء الواجب لذاته بغض النظر عن ما يترتب عليه من نتائج، فعليك أخي الحبيب أن تتحلى بسماحة أخلاق النبي فقال - صلى الله عليه وسلم - في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال، المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه، (اللهم اجعلنا ممن يتحلى بأخلاق النبي محمد، وبلغ بنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا).