السبت، 21 ديسمبر 2024

11:13 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

tru

فريدة الشوباشي تكتب.. ثوابت مصر

فريدة الشوباشي

فريدة الشوباشي

A A

يعيش المصريون في هذه الأيام، أحداثا لم يسبق لها مثيل، حيث لا تتوقف الدولة الصهيونية عن حروبها التي تستهدف الوطن العربي وتفتيته، وفقا للمشروع الصهيوني القائل بأن أكبر ضمان لبقاء إسرائيل في المنطقة العربية هو تفتيتها إلى دٌويلات عرقية وطائفية، ولذا لم يفاجئنا اليوم إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه صهيوني، موضحا أنه لن يهدأ إلا بعد عودة الإسرائيليين المحتجزين لدى منظمة حماس لإسرائيل دون أدنى إشارة إلى حرب الإبادة الرهيبة ضد غزة.

ويطرح إعلان بايدن ومن قبله الرئيس المنتخب دونالد ترامب، سؤالا غاية في الأهمية، هل يكفي ذلك لتوقف أنصار الولايات المتحدة الأمريكية عن اعتبارها الدولة المؤمنة والتي ليست كالاتحاد السوفييتي السابق الكافر؟ لأنه ساعدنا بإمدادنا بالسلاح لتمكيننا من الصمود وصد العدوان وتحرير ما تحتله الدولة الصهيونية من أراضينا، وكأن كل ما قدمته أمريكا طوال سنوات الصراع الصهيوني العربي والذي أسفر عن مآس مفزعة، مثل استشهاد عشرات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح، بالأسلحة الامريكية، إضافة إلى مئات المليارات من الدولارات التي أغدقتها وتغدقها واشنطن، على كل مجرمي الحرب في تل أبيب، لا يكفي لكشف أهداف واشنطن واستخدام جميع السبل لتمكين الدولة الصهيونية من تفتيت الوطن العربي.

 وهو ما لم يعد ممكنا الشك فيه على مرأى ومسمع من العالم أجمع في غزة والضفة الغربية بفلسطين ولبنان والآن في سوريا، ومجاهرة نتن ياهو، بنجاحه في احتلال أراض عربية جديدة وضمها إلى إسرائيل، في تحد لا نظير له للقوانين الدولية وسيادة الدول التي كانت موجودة قبل مئات السنين من وعد بلفور المشؤوم، الذي أنشأت بريطانيا بموجبه الكيان الصهيوني، وهو أداتها، ثم أداة الولايات المتحدة في تفتيت الوطن العربي، واستعان العدو بمجموعات من العملاء في ذلك، باستخدام الإسلام وتفتيت من يتسترون به، ببث الفرقة والتي تؤدي إلى التقاتل بين أبناء الشعب الواحد، بدعاوى مغرضة، تستدعي مقولات لا سند لها، من معارك بين الطوائف، شيعي وسني، علوي ودرزي، مسيحي ومسلم، وقد فشلت هذه الدعاوي ضد مصر، بفضل الله عز وجل، ووحدة شعبها وجيشها العظيم.

إن التاريخ يسجل نجاح مصر في إفشال هذه المخططات وسعيها الدائم للبناء وليس التدمير، فقد وقفت إلى جانب فلسطين ولبنان وسوريا وكان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي برفض تهجير أشقائنا في غزة، إلى سيناء المصرية الأثر الحاسم في عدم تصفية القضية الفلسطينية وهو ما اعترف به العدو والصديق، ولا شك أن مثل هذا القرار العظيم سيسجل في التاريخ بما كان له من أثر عظيم لدور مصر ورصيدها الإنساني المشرف، مثلما شاهدنا أثناء زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر والذي أشاد بموقف المحروسة التي كانت أول دولة عربية تعترف بسيادة إندونيسيا، أي أن مواقف وقرارات مصر في عهد الرئيس السيسي ستضاف إلى رصيدها المشرف والذي يعد ميراثا رائعا على احترام سيادة الدول، وتعاونها لخير أبنائها.

والشاهد، قمة الثماني النامية، بالقاهرة، اليوم، وهو ما يحبط المؤامرات الدنيئة ضد الشعوب والتي على رأسها المؤامرة ضد مصر والتي ستبوء بالفشل كما سابقاتها بإذن الله ووعي المصريين.
 

search