السبت، 21 ديسمبر 2024

01:10 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

tru

الشيخ خالد حسن يكتب.. الأبناء زينة الحياة وأمل المستقبل

الشيخ خالد حسن

الشيخ خالد حسن

A A

جعل الله تبارك وتعالى لكل شيء زينة، والأبناء زينة الحياة كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة الكهف (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)(الكهف:46) وهم العضو المُكمِّل للأسرة، بهم تقر العين وينشرح الصدر كما قال عز وجل في سورة الفرقان( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) ( الفرقان: 74)  والأبناء ذكرى للإنسان والذكر للإنسان عمر ثانٍ كما قال - صلى الله عليه وسلم - (  إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم.

هم الذين يتمُّون ما قام به الآباء من بناء وجهاد، فقد عاون إسماعيل والده إبراهيم في بناء البيت الحرام فقال عز وجل( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [سورة البقرة:127]. فهذه إشارة أن إسماعيل عليه السلام رجل المستقبل الذي ستعمر به مكة بل وقد شارك والده أيضا في هداية الخلق إلى الحق سبحانه وتعالى فقد عزّ مَن قائل على لسان إبراهيم عليه السلام: ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).. إن ذلك ليس فحسب فإن الله عز وجل عنى بالأبناء حق العناية منذ قديم الزمان حيث أوصى إلى أم موسى عليه السلام بإرضاعه وحفظه فقال جلّ شأنه: 
(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) ( القصص آية 7 ) ولقد تجلت عناية الله بالنبي - صلى الله عليه وسلم- منذ طفولته حيث وجده يتيمًا فآواه ، وضالًا فهاداه ، وعائلًا فأغناه، فقال تعالى : ( أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ (6) وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ (7) وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ (8)  (سورة الضحى).

هذه العناية الربانية تلفت نظرنا إلى أسرنا وتجعلنا نأخذ بيدهم إلى صراط الله المستقيم حتى يكونوا فتية تنشر الهدى والحق والعدل في الأرض، وحتى يكونوا من الذين أثنى الله عليهم بقوله : ( مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) {الأحزاب:23}

(اللهم احفظ أبناءنا.. وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا)

search