السبت، 21 ديسمبر 2024

11:09 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

tru

رانيا أحمد تكتب.. «سوريا الأسوأ لم يأت بعد»

رانيا أحمد

رانيا أحمد

رانيا أحمد

A A

لأول مرة منذ 54 عامًا، سوريا بلا الأسد، جميعنا استيقظ صباح 8 ديسمبر على خبر سقوط نظام بشار الأسد، وسيطرة الفصائل المسلحة على المدن، وصولاً إلى العاصمة السورية دمشق.

في الحقيقة تطورات سريعة ومتلاحقة شهدتها سوريا خلال هذه الفترة، والتي كانت نتيجتها الإطاحة بالنظام السوري وانتهاء الحقبة الأسدية؛ الأمر الذي شكل ضجة عربية وعالمية واسعة وفرحة عارمة للشعب السوري والعربي بهذا السقوط بعد 13 سنة من تطورات الثورة في سوريا.

ولكن أنا لا أريد – من وجهة نظري الشخصية – أن أكون سلبية فكلنا نرغب في عودة سوريا موحدة من دون أية انقسامات، وأن تعود الحقوق لأصحابها، لكن في رأيي أن ما سيحدث بعد الإطاحة هو سيناريو أسوأ بكثير ويمكن تشبيهه بما حدث في العراق 2003، فعندما تتم الإطاحة بجيش أي دولة هذه الدولة لن تستطيع القيام مرة أخرى وستكون كقطعة الحلوى الجميع يرغب بنهمها وأخذ قضمة منها حتى وإن قيل إن ذلك النظام كان من المرتزقة والحرس الثوري، فهذه كارثة أكبر عندما تتدخل جهات خارجية في الجيش أو في مؤسسات الدولة بشكل عام.
 

وما زالت الأحداث تتصاعد فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصدر بعد ساعات من خروج الأسد ، تعليمات لقوات الجيش الإسرائيلي باحتلال المنطقة العازلة على الحدود بين سوريا وإسرائيل والمحددة باتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين عام 1974، كما قصفت الطائرات بكثافة عدداً من القواعد التابعة رسمياً للجيش السوري ودمرت مخازن للأسلحة، بدعوى "منع وقوع الأسلحة المتطورة بأيدي ميليشيات مسلحة وإرهابيين".

ليأتي نتنياهو ويصرح فوق موقع مطل على الحدود السورية، وبرفقته وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، ورئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات اليهودية في الجولان، أوري كلنر، ويقول إن "سقوط نظام الأسد في سوريا يوم تاريخي في تاريخ الشرق الأوسط، ونحن لن نسمح لأي قوة معادية بالاستقرار عند حدودنا" ليوجه جيشه بالسيطرة على المنطقة العازلة وعلى مواقع السيطرة القريبة منه. ليتحجج في تصريحاته بأنه “وفي موازاة ذلك، نعمل من أجل جيرة حسنة، كتلك الجيرة الحسنة التي نفذناها وننفذها هنا عندما أقمنا مستشفى ميدانياً للعناية بآلاف السوريين الذين أصيبوا في الحرب الأهلية. وقد وُلد مئات الأطفال السوريين هنا في إسرائيل”.

لكن العقل والمنطق يقول إن قيام إسرائيل بخطوات غير مسبوقة لتوسيع وجودها في سوريا، وسيطرة قواتها على منطقة جبل الشيخ السورية وإعلانها عن إنشاء منطقة عازلة، ذلك كله حجة لتوسع إسرائيل جغرافيا على حساب سوريا.
 

فالسيطرة على منطقة جبل الشيخ تمثل "إنجازًا استراتيجيًا مجانيًا" لإسرائيل، خاصة أنها منطقة شهدت معارك دامية في حروب سابقة بين سوريا وإسرائيل.


 صدقا هذه مؤشرات خطرة لما يحدث في سوريا بعد الإطاحة بالنظام، نتنياهو يتفاخر سياسيًا الآن بأن إسرائيل حصلت على هذه الأراضي دون إطلاق رصاصة واحدة، حيث إن جيش الاحتلال من الممكن أن تمتد سيطرته إلى مناطق أعمق داخل الأراضي السورية في حال كانت هناك نقاط ضعف أمنية في المناطق المحازية لتعزيز نفوذها الإقليمي وظهور أبو محمد الجولاني فجأة، بعد غياب 10 سنوات من رجل تم تصنيفه إرهابيا وعرض الإدارة الأمريكية 10 ملايين دولار لمن يجده أو يزودهم بمعلومات عنه، إلى قائد عسكري لعمليات الجماعات المسلحة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي أدت إلى بسط السيطرة على حلب وحماة، ومن بعدها السيطرة على دمشق، بعد أنباء فرار الأسد، حقيقة إن القادم مرعب.

ربما ما حدث من إطاحة يراه البعض انتصارا لكنه من وجهة نظر شخصية، هو سيناريو سيئ وله تبعات على المنطقة العربية، فلا شيء مشجع الآن في ظل الفراغ الأمني والسياسي الذي تشهده سوريا، كما أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة قد تؤدي إلى صراعات جديدة أو ترتيبات سياسية غير مسبوقة.

search