الترسانة الغامضة تهدد سوريا، مصير مجهول للأسلحة الكيميائية
الأسلحة الكيميائية
مارسيل أيمن
في خضم التغيرات الجيوسياسية وانهيار الأنظمة في الشرق الأوسط، تنكشف الأزمات التي كانت مختبئة خلف جدران الصراعات، إذ إنه بالرغم من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وانتهاء نظامه، إلا أنه لا تزال آثار الماضي القاتمة تلقي بظلالها على المنطقة، مع تساؤلات مستمرة حول مصير الأسلحة الكيميائية التي باتت تمثل تهديدًا عالميًا.
تاريخ طويل من التسلح الكيميائي
منذ أكثر من خمسين عامًا، بدأ النظام السوري في بناء ترسانة من الأسلحة الكيميائية، تشمل غازات الأعصاب السامة مثل السارين والخردل، ورغم إعلان النظام تدمير مخزونه بعد الهجوم الكيميائي في الغوطة عام 2013، فإن تقارير دولية، بما في ذلك من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، شككت في صحة الرواية الرسمية.
تشير التقارير الدولية إلى أن كميات ضخمة من هذه المواد السامة ما زالت غير معروفة المصير، مثل 360 طنًا من غاز الخردل وخمسة أطنان من سلائف السارين، وفقًا لما ذكرته واشنطن بوست.
مخاطر تهريب الأسلحة الكيميائية
مع تراجع سيطرة الحكومة السورية على الأراضي، وتزايد الفوضى، تنبع المخاوف من وقوع الأسلحة الكيميائية في الأيدي غير الآمنة.
ولا يقتصر الخطر على استخدامها كسلاح في النزاع السوري، بل يمتد إلى إمكانية تهريبها واستخدامها في هجمات إرهابية عالمية.
وفي ذات السياق، قال الخبير جريجوري كوبلينتز إن التهديد الأكبر يكمن في سرقة هذه الأسلحة وإعادة استخدامها بطرق تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وفي ضوء ذلك، عقدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اجتماعًا طارئًا، أعلن فرناندو أرياس، المدير العام للمنظمة، استعدادها لإرسال فرق لتأمين المواقع المحتملة للأسلحة الكيميائية.
استجابة دولية حيال تهديد الأسلحة الكيميائية
وعلى إثر ذلك، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استباقية على مواقع في الأراضي السورية يشتبه في احتوائها على مواد كيميائية.
وفي المقابل، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية التزامها بمنع وصول الأسلحة الكيميائية إلى أيدي الجماعات الإرهابية، ولكن دون تدخل بري حتى الآن.
الفجوات في الرواية السورية والأسلحة المفقودة
وكشف تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن العديد من الثغرات في الرواية الرسمية السورية، حيث أنه من بين 385 طنًا من غاز الخردل، تم تأكيد وجود 20 طنًا فقط، بينما يعتقد أن البقية تم إخفاؤها أو تدميرها جزئيًا.
كذلك، لا تفسير واضح حول فقدان 20 طنًا من سلائف السارين، التي يقال إنها فُقدت خلال “حوادث نقل”، وعلى الرغم من تدهور هذه المواد بمرور الوقت، فإنها لا تزال تشكل تهديدًا يمكن أن يُستخدم في هجمات إرهابية.
إعادة بناء البرنامج الكيميائي السوري؟
وبالرغم الدمار الذي لحق بمرافق تصنيع الأسلحة الكيميائية، يرى بعض الخبراء أن سوريا قد تتمكن من إعادة إنتاج كميات صغيرة من المواد السامة في مختبرات محلية.
ويستمر النظام السوري في توظيف العلماء والفنيين المتخصصين في الأسلحة الكيميائية، مما يثير القلق من إمكانية إعادة بناء البرنامج الكيميائي على نطاق محدود.
ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن العقوبات الدولية والمراقبة المكثفة تجعل من غير المرجح أن تعود سوريا إلى امتلاك ترسانة ضخمة من الأسلحة الكيميائية كما كانت في عام 2013.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
من يتوج بكأس التحدي في بطولة إنتركونتيننتال؟
-
الأهلي المصري
-
باتشوكا المكسيكي
أكثر الكلمات انتشاراً