الخميس، 12 ديسمبر 2024

03:44 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

Margins

مصطفى عنبر يكتب.. سوريا «الجولاني» لن تكون أفضل من «الأسد»

مصطفى عنبر

مصطفى عنبر

A A

مثلي كغيري، تفاجأتُ بالسقوط «المفاجئ» للنظام والجيش السوري، فلم يستغرق الأمر بضع ساعات، لهروب الرئيس بشار الأسد وعائلته إلى موسكو، ومع سرعة الأحداث، وجدتُ أمامي قناة cnn الأمريكية تجري حوارًا مع شخص اسمه أبو محمد الجولاني، «راجل شيك وأنيق كده وبلحية»، بوصفه زعيم المعارضة السورية، والوجه الآخر للسلطة فى سوريا، وتسأله المذيعة عن طموحاته المستقبلية في سوريا!!

الحقيقة أن الجولاني «ذو اللحية» لم يقنعني بحديثه، وبما قام به وفريقه - وأنا مواطنٌ مصري وليس سوريًا - وأعتقد أن هذا حال الكثيرين؛ لكنّ - من وجهة نظري المتواضعة - أرى أن هذا يرجع لعدةِ أسبابٍ:

أولا- الانتشار السريع والاستحواذ الذي حققته الفصائل السورية المسلحة على مدن ومحافظات سورية مهمة كحمص وحلب وصولا لدمشق، كان سهلا جدا وحدث في ساعات، مع العلم أن سوريا «بدعم روسي إيراني» واجهت هذه الجماعات منذ سنوات واستطاعت القضاء عليها والسيطرة على 90% من الأراضي السورية ، وكانت الأمور مستتبة وهادئة لسنوات حتى حدث ما حدث.

ثانيا- عدم وجود دعم من روسيا وإيران لسوريا لمواجهة هذه الفصائل كما هو المعتاد لأكثر من 15 سنة، كان صدمة للجميع، وأمر غير متوقع، وأثار تكهنات لدى الكثيرين، منها مثلا احتمالية أن تكون روسيا عقدت صفقة مع أمريكا ودول أوروبا لإنهاء الحرب على أوكرانيا مقابل تخليها عن بشار الأسد في سوريا.

ثالثا- تسليم السلطة في سوريا جرى وكأنه «تسليم سلمي»، وهذا غير حقيقي لأن التسليم السلمي للسلطة يكون بين الرؤساء المنتخبين من شعبهم؛ ولكن ما شهدناه هو تسليم النظام السوري القائم منذ أكثر من 50 عامًا، السلطة بالإكراه «الشيك» لمجموعة مسلحة سيطرت على البلد تحت تهديد السلاح.

رابعا- ما حدث في سوريا، جاء مباشرة بعد تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للرئيس السوري بشار الأسد من المخاطرة بمستقبل بلاده ونظامه في حال «سمح لإيران بتثبيت وجودها في الأراضي السورية وعلى الحدود مع إسرائيل». وقال نتنياهو نصاً: «أقول لبشار الأسد: أنت تخاطر بمستقبل بلدك ونظامك». إذًا ما حدث في سوريا ليس من فراغ، فإنه أمر مدبّر وبرعاية إسرائيلية أمريكية لإزاحة بشار وتسريع فرض إسرائيل سيطرتها على الجولان المحتل.

خامسا- حينما شاهدت حديث محمد الجولاني، كنتُ متخيلا أنني سأرى مقاتلا مجاهدا من سنوات الحرب القاسية ثم التشتت بعد تصدي روسيا وإيران للفصائل المسلحة في الموجات الأولى من الأزمة السورية؛ لكن ما بدى لي من هيأته أنه الأقرب إلى رجل سياسي وليس مقاتلا، ولم يقاتل يومًا، فالرجل جاء بخطاب معين وهيئة معينة - أهمها «اللحية»- للعب على مسألة التدين؛ لأن اللحية تعطي للكثيرين إحساسا بشدة التقوى والإيمان بالله؛ لكن الأمر عادة يكون له حسابات أخرى، لدرجة أن «اللحية» أصبحت أداة لا يستهان بها في السياسة، لأنها «أحيانا» تستطيع أن تحقق مالا يحققه أي شيء آخر.

سادسا- لماذا غيّر الجولاني اسمه لـ أحمد الشرع!؟ هل لأن لقبه نسبة للجولان المحتلة، فربما أجبرته أمريكا وإسرائيل على تغيير لقبه حتى لا تُحسب الجولان على النظام الجديد في سوريا، ومن ثم تفرض إسرائيل سيادتها عليها كما تفعل الآن!!؟

أقول ذلك لأني مواطن مصري عربي محب لسوريا وأهلها، وأخشى عليهم من الفرحة بزوال نظام «الأسد»، أن ينخدعوا في البديل لمجرد أنه البديل.

search