الخميس، 12 ديسمبر 2024

05:41 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

Margins

أحمد محمد توفيق يكتب.. عن Gen Y.. السائرون على الصراط

أحمد محمد توفيق

أحمد محمد توفيق

أحمد محمد توفيق

A A

بينما ينطلق برنامج Gen Z على فضائية DMC كمنصة مسابقات لطلاب الجامعات المصرية في مجال تعزيز ريادة الأعمال والبحث العلمي والابتكار، أجد نفسي تواقًا لاستكشاف ما حدث لجيلنا الذي ينتمي إلى Gen Y وفق أحدث تصنيفات علم الديموغرافيا.

فمن المُلاحظ أن Gen Z وهم المواليد بين عامي 1997 و 2012، وفق أقرب تقدير، يحظون راهنًا برعاية واهتمام جيل ينتمي لتصنيف Gen X من مواليد الأعوام من 1962 إلى 1980، ليكون الجيل الأوفر حظاً، فين حين يستقر جيلنا في المنتصف، من المواليد بين عامي 1981 و 1996 على الأرجح؛ تحت تصنيف Gen Y، وكأنهم السائرون على الصراط.

جيل واي أو Gen Y الذي أنتمي إليه - وأنا الذي أبصرت العالم عام 1985 - قد أنهى دراسته الجامعية وبدأ يتلمس دربه في الحياة العملية في بداية الألفية، ولذا يُطلق عليه "جيل الألفية"، ليجد نفسه في مناخٍ ضبابي بلا ملامح، ثم جاء على عجل شهر يناير ٢٠١١ ليمثل نقطة فاصلة بين نقيضين، حيث وجد هذا الجيل نفسه ينتقل من مناخ عام مُقيد ومحدود بشكل كبير، إلى مناخ عام مُنفتح بصورة محتدمة وفجة، بلا ضوابط، الأمر الذي أفقد هذا الجيل توازنه.

واستغرق جيل Gen Y نحو ١٠ أعوام كاملة، قبل أن يستعيد الجزء الأكبر من توازنه، ولكنه كان كمن عبر نفق زمني شاسع للغاية، اكتشف في نهايته أن زهرة شبابه غدت يابسة، وأن الكثير من أحلامه قد تبخر، فغالب أبناء هذا الجيل كان قد تزوج بالفعل، وأصبح مُثقلاً بمسئوليات الأسرة والأطفال، في حين لم يُحقق الجانب الأكبر من طموحاته العملية، وبات يشعرُ أن هناك مرحلة ضائعة في رحلة حياته، لم يعشها، هي الحلقة الفاصلة بين حماس الشباب ونُضج الكبار، فهو أصغر مما يعيشه من تجارب، وأكبر من أن يُعوض ما فاته.

وما إن اعتقد جيلنا Gen Y أنه قد عبر البرزخ نحو الاستقرار وتحقيق الذات، اشتعل العالم بأسره بعد عام ٢٠٢١ بأزمات وصراعات اكتوى بألسنة لهيبها ولم تخمد نيرانها بعد... فهل يمكن أن نعتبر Gen Y جيلاً غير محظوظ؟

بشكل عام، لا يمكن النظر إلى أحد الأجيال على أنه لم ينل حظه الوافر، حيث إن التجارب التي نعيشها، تحمل برغم قسوتها مزايا ومنح غير منظورة، لعل من بينها اكتسابنا القوة على التحمل، ولا شك أن ما واجهه Gen Y من تجارب ومطبات كان لها دور في صقل قدراته على المواجهة، بل وجعله أكثر مرونة في تقبل الصدمات، وربما أشد صلابة، والأهم أن جيلنا قد تخلى عن النظرة الوردية ليغدو واقعياً وعقلانياً إلى حد كبير، مع انخفاض سقف التوقعات فيما هو آت بشكل ملحوظ، وبالتالي بات هذا الجيل أقل عرضة للتأثر بخيبات الأمل.

بالعودة إلى Gen Z فإننا نتطلع بشغف لاستكشاف مالديه من أفكار تفرزها الكثير من الظروف الإيجابية التي أحاطت بهذا الجيل، لعل أهمها أن أعينه تفتحت في مناخٍ أكثر انطلاقاً، إلى جانب تمتعه بفرصة خوض مسارات التكنولوجيا في سن مُبكرة، وبالتالي الانفتاح على المزيد من الثقافات والأفكار من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي جعله يتسلح بنمط تفكير مُنظم وشغف للتخلص من كل القيود، وتحقيق طموحات بلا حدود، بآمال تعانق السحاب.

لذا يمثل برنامج Gen Z منصة تستحق أن نتابعها باهتمام، ونرفع القبعة تقديراً لصانعيها، وعلى رأسهم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي تُعزز بشكل غير مسبوق الشق الثاني من اسمها البحث العلمي، وأخيراً الإعلامي المتميز أحمد فايق، الذي ارتبط اسمه بإبراز قوة مصر البشرية، ثروتنا الحقيقية، ومنجم بلادنا الذي لا ينضب.

search