الشيخ خالد حسن يكتب.. الحياء من الله

الحياء سمة من سمات النبيين والصالحين، وطلب الحياء فضيلة لا بد أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة، فإذا تحلى المسلم بالحياء جعل لقلبه النقاء من المعاصي، فإن الذي ذاق حر المعصية يعيش دائما في ذلة المعصية، لأجل ذلك كلما كانت العلاقة بين العبد وربه علاقة حياء استحيا أن يكون في معصية أو أن يغضب ربه.

ولقد وضح لنا النبي - صلى الله عليه- تلك العلاقة بين العبد وربه في الحياء حيث  قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ ﷺ: «استَـحيُوا مِنَ اللَّـهِ حَقَّ الـحَيَاءِ» قَالَ: قُلنَا: يَا رَسُولَ اللَّـهِ، إِنَّا نَستَـحْيِي وَالـحَـمدُ لِلَّـهِ؛ قَالَ: «لَـيسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاِستِحيَاءَ مِنَ اللَّـهِ حَقَّ الـحَيَاءِ: أَن تَـحفَظَ الرَّأسَ وَمَـا وَعَى، وَالبَطنَ وَمَـا حَوَى، وَلتَذكُرِ الـمَوتَ وَالبِلَـى؛ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ، تَـرَكَ زَيـنَةَ الدُّنـيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِ استَـحيَا مِنَ اللَّـهِ حَقَّ الـحَيَاءِ» (أحمد والترمذي)، والحياء من الله أن تكون دائما محتاجًا إلى غناه، وعاجزًا أمام قدرته، وضعيفًا أمام قوته ، فإذا حققت ذلك فاعلم أنك وضعت جبهتك على عتبة العبودية لله تعالى ، لأن الحياء هو الإيمان فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:" الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ". (البخاري ومسلم)، 

وهذا هو نبينا الكريم الذي كان يتحلى بالأخلاق الحميدة ومن تلك الأخلاق الحميدة الحياء فعن  أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ-رضي الله عنه- قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ"(متفق عليه) وعلم ذلك أصحابه الكرام ، فها هو عثمان بن عفان الذي كان النبي دائما يقول عنه: ( ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة )، ودعوة لكل امرأة تتحلى بالحياء لأن المرأة قطعة من الحياء فإذا فقدت الحياء فقدت كل شيء وأغلى شيء وباطن الأرض أولى لها ظهرها. 
( اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا )