الشيخ خالد حسن يكتب.. حرمة التعدي على المال العام

لقد كفل الشرع الحكيم الحماية على الأموال جميعها وجعل منها الخاص والعام، وجعل كل من يدافع عن ماله ومات دون ماله فهو شهيد، كذلك كفل الدفاع عن المال (حيث جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه  - وقال له : أرأيت يا رسول الله إن جاءني رجل يأخذ مالي؟!، قال له النبي: لا تعطه مالك، قال الرجل: وإن قاتلني؟!، قال له النبي: قاتله، قال الرجل: وإن قتلني؟!، فقال النبي : فأنت شهيد ، فقال الرجل وإن قتلته؟! فقال النبي: فهو في النار).

وقال - صلى الله عليه وسلم - (كل المسلم على المسلم حرام، ماله، ودمه، وعرضه)، وكذلك فإن النبي أوضح لنا ما هو يكفل الحماية للمال العام ووضع لمن يفرط فيه أو يهمله عقوبة يوم القيامة، حيث قال -صلى الله عليه وسلم- (إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة)، ومعنى (يتخوضون) أي (يتصرفون في المال دون وجه حق)، وقد ضرب لنا السلف الصالح أروع الأمثلة في صيانة المال العام وعدم التفريط فيه والتعدي عليه، حيث أن أمير المؤمنين (عمر بن عبدالعزيز) كان إذا انشغل في ليلة بأمر من شئون المسلمين أشعل شمعة من بيت مال المسلمين، وإذا انشغل في ليلة بأموره الخاصة أشعل شمعة من ماله الخاص، فأين نحن من ذلك؟! وأين نحن من هذه النماذج التي ترشدنا إلى الحفاظ على المال العام؟.

 المال العام الذي يعتبر ملك كل مواطن يستنفع به، فإن الحفاظ على المال العام واجب ديني ووطني؛ لأنه يقام به المشروعات التي تفيد أبناء الوطن وترقى بهم، (اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا يا ربنا بما علمتنا وبلغ بنا يارب العالمين).