الأربعاء، 04 ديسمبر 2024

10:38 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

دينا شرف الدين تكتب.. لمحات من مصر على مر العصور «مصر عاصمة الخلافة الفاطمية»

دينا شرف الدين

دينا شرف الدين

A A

الدَّوْلَةُ الفَاطِمِيَّةُ أو الخِلَاْفَةُ الفَاطِمِيَّةُ أو الدَّوْلَةُ العُبَيْدِيَّةُ هي إحدى دُولِ الخلافة الإسلامية، والوحيدةُ بين دُولِ الخِلافةِ التي اتخذت من المذهب الشيعي الإسماعيلي مذهبًا رسميًّا لها.

قامت هذه الدولة بعد أن نشط الدُعاة الإسماعيليّون في دعوة الناس إلى القتال باسم الإمام المهدي المنتظر، هؤلاء الذين تنبؤوا جميعًا بظُهوره في القريب العاجل، ذلك خلال العصر العباسي فحققوا بذلك نجاحًا كبيراً  تحديداً في الأقاليم البعيدة عن مركز الحُكم، بسبب مُطاردة العبَّاسيين لهم واضطهادهم في المشرق العربي ، فانتقلوا إلى المغرب حيثُ تمكنوا من استقطاب الجماهير ، وأعلنوا قيام الخِلافةِ.

شملت الدولة الفاطميَّة مناطق وأقاليم واسعة في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط ، فامتدَّت  على طول ساحل البحر المُتوسط من بلاد المغرب إلى مصر ، ثُمَّ توسَّع الخُلفاء الفاطميّون أكثر فضمّوا إلى مُمتلكاتهم جزيرة صقلية و الشام و الحجاز ، لتصبح  دولتهم أكبر دولةٍ استقلَّت عن الدولة العبَّاسيَّة، والمُنافس الرئيسيّ لها على زعامة الأراضي المُقدَّسة وزعامة المُسلمين.

اختلفت المصادر التاريخيَّة حول تحديد نسب الفاطميين، فمُعظم المصادر الشيعيَّة تؤكِّد صحَّة ما دعي به مؤسس هذه السُلالة، الإمام عبيد الله المهدي بالله ، وهو أنَّ الفاطميين يرجعون بنسبهم إلى محمد  بن إسماعيل  بن جعفر الصادق، و بهذا النسب يكونوا عَلَويّون، ومن سُلالة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم  من ابنته فاطمة الزهراء ورابع الخلفاء الراشدين الإمام علي بن أبي طالب، ولكن من ناحية أخري، أنكرت عدة  مصادر هذا النسب وأرجعت أصل عبيد الله المهدي  إلى الفرس أو اليهود .

حاول الفاطميون الاستيلاء على مصر مرتين فى عهد خليفتهم الأول المهدى أبو محمد لكنهم فشلوا، ثم حاولوا مرة ثالثة فى عهد ابنه القائم بأمر الله لكنهم أيضاً  فشلوا، ولكن محاولتهم فى عهد رابع خلفائهم المعز لدين الله قد نجحت.

اختار المعز لدين الله، قائده الذي فتح المغرب الأقصى، جوهر الصقلى ليقود جيش الغزو الفاطمى على مصر فخرج الجيش بقيادة جوهر فى 6 مارس 969م (14 ربيع الثانى سنة 358هـ)  ووصل جوهر الإسكندرية ودخلها دون أي معارك أو صدامات، إذ خرج وفد من أعيان مصر من الفسطاط لاستقبال  جوهر وطلب الأمان ، فوافق جوهر وانعقدت اتفاقيه من ستة بنود هي:
- إعزاز المصريين و حمايتهم.
- معالجة الحالة الاقتصادية.
- تأمين طريق الحج الذي أصبح  خطراً بسبب القرامطة.
- ترميم الجوامع و تزيينها و الصرف على المؤذنين و الأئمه من بيت المال.
- كفالة الحرية الدينية للمصريين و الحق في اختيار مذهبهم.
- كفالة الحريات للأقليات الدينية مثل المسيحيين و اليهود 

نزل جوهر الصقلى بجنوده فى منطقة المناخة شمال شرق القطائع و فى ليلتها 5 يوليو سنة 969م وضع حجر أساس العاصمة الفاطمية الجديدة “القاهرة”.

كانت القاهرة صغيرة وقت تأسيسها حسب قول على مبارك ، إذ كان كل جنب من جوانبها الأربعة كان 1200 متر،  ومساحتها كانت 340 فدان ، و القصر الذي بناه جوهر كان على خمس المساحة أي أنه كان كان 70 فدان و بستان كافور كان 30 فدان و ميدان عرض العسكر كان 35 فدان و ما تبقي كان 200 فدان لمعسكرات الجند.

كما كانت القاهرة فى بدايات العصر الفاطمى حى ملوكى يسكن به الخليفة وحريمه ورجال دولته وعساكره، لكنها بعد ذلك ومنذ عهد المستنصر بالله فتحت لعامة الناس.

حكم جوهر الصقلى مصر 4 سنوات و أخضع الحجاز والشام، ثم بعد اكتمال تأسيس القاهرة و بناء القصر الكبير و الجامع الأزهر أرسل للمعز لدين الله فى المنصورية ليأتي إلي مصر فخرج من المنصورية ودخل القاهرة فى 9 يونيو سنة 973م ونزل فى القصر الكبير.

                                         العصر الفاطمي الأول

- {عصر الازدهار}

حكمت الدولة الفاطمية مصر أكتر من قرنين منذ، 969م و حتي 1171، ويمكن أن تنقسم لقسمين ، القسم الأول الذي يعتبر عصر الإزدهار والذي امتد لحوالى 100 سنة ، وينتهى فى النصف الأول من حكم الخليفة المستنصر تقريباً. 

في هذه الفترة بذل الخلفاء الفاطميين جهد كبير لتنظيم شئون مصر الداخلية و فيها انتشر الأمن ووضعت النظم الإدارية ونمت الزراعة ونهضت التجارة الداخلية وازدهرت الآداب والعلوم و الفنون وتكون جيش قوى وأسطول بحرى متين .


العصر الفاطمى الثاني

- {عصر الوزراء}

فى النصف الثانى من حكم الدولة الفاطمية نخر الضعف جسدها و نشبت الصراعات وتبدلت الخطبة للفاطميين فى المغرب بخطبة للعباسيين.

وفى سنة 1065م/457هـ شح فيضان النيل و تدهورت أحوال مصر الاقتصادية لمدة سبع سنين ويقول  المقريزى الذي سمى الأزمة “ الشدة العظمى" أن ضعف السلطنة واختلال أحوال المملكة واستمرار تمرد العربان وقلة مياه  النيل كانو من أسباب التدهور ففي أول سبتمبر 1171م/ محرم 567هـ وبدلاً من الدعاء للخليفة العاضد دعا للخليفة العباسى المستضيء بنور الله، وعندما لم يظهر أحداً أي رد فعل، أمر صلاح الدين بتعميم الخطبة للخليفة العباسى فى جوامع الفسطاط والقاهرة الخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين والذي كان وقتها مريضاً وعندما سمع بما حدث ازداد مرضه وتوفاه الله.

                         للحديث بقية..

search