علاء عصام يكتب.. العملاء يشوشون على مقترحات مصر بإنهاء أزمتي «غزة ولبنان»
النائب علاء عصام
انتشرت شائعة استقبال ميناء الإسكندرية السفينة كاثرين الألمانية التي تحمل مواد عسكرية لصالح إسرائيل، كالنار في الهشيم، ورغم عدم معقولية الخبر أو منطقيته، إلا أن كتائب العملاء يُغرقون صفحات التواصل الاجتماعي بالشائعات بعد أن يحصلوا على التكليف، وبضغطة زر حقيرة، تُغذي أخبارهم المُضللة، القلوب والعقول المشتعلة ليل نهار.
وللأسف تعيش مصر ومنطقتنا العربية أحقر مؤامرة في تاريخنا الحديث، فمن منا كان يتصور تقسيم دول وجيوش كبيرة، ومنها العراق وسوريا والسودان وليبيا واليمن، خلال عشرين عاما مضت، بل كيف كنا نصدق إبادة لبنان وغزة بأطفالهم ونسائهم الثكلى، وما يحمله ذلك من بشاعة ودموية وإجرام أخرس كل العالم المتغطرس، وجعل مواثيق حقوق الإنسان والأمن الدوليين حبرا على ورق، وربما لا أبالغ عندما أقول كما الرماد المتطاير على أنقاض عالم يحترق.
وأكثر ما أفزعني هي حالة التفاعل المجنون مع مثل هذه الشائعات، واستمرار المقتنعين بها في عدم تصديق النفي الرسمي من الدولة المصرية، بل إن بعض هؤلاء الناشطين قاموا برفع دعاوى دولية في مؤسسات عالمية، للتحقيق في هذه الشائعة، وذلك في الوقت الذي نعلم فيه جميعا أن مثل هذه الشائعات، لا يمكن نفيها بأي حال، لا سيما أن هناك أكثر من طرف دولي متداخل في هذا الأمر، ومنهم المانيا وإسرائيل ودول أخرى، وهذه الدول تتمنى توريط مصر في هذه الفضيحة.
ونحن نشاهد القصة المحبوكة من بدايتها لا يمكن أن نتخيل عشوائية صناعة هذه القصص، خاصة أنها تصاغ في وقت تبذل فيه مصر مساعي حل أزمتي غزة ولبنان، وتقدم مقترح بهدنة مؤقتة مقابل الأفراج عن 5 إسرائيليين وبعض الرهائن الفلسطينيين، ثم الانتقال لمرحلة وقف وتيرة الحرب ومشروع التهجير مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة.
كما أن تحرك نشطاء معروف عمالتهم لأجهزة مخابرات عالمية علي غرار ماهينور المصري وغيرها، الذين صرحوا برفع دعاوى وبلاغات للنائب العام وتدويل الدعاوى، ضد الدولة المصرية، ودخولهم على الخط مع صفحات وقنوات جماعة الإخوان الإرهابية وأبرزها، "رصد وصحيح مصر" للهجوم علي دولتنا يجعلنا لا نصدق مطلقا عشوائية القصة أو مجرد الاصطياد في الماء العكر.
كما سبق كل هؤلاء خبر تحرك محامين دوليين لمنع تسليم هذه الأسلحة لإسرائيل عبر موقع رويترز الأمريكي، وكأنها إشارة بدء لحملة شعواء تستهدف إحباط أي فرص ومحاولات مصرية لإنقاذ المنطقة من كل هذا الدمار والخراب.
وتدرس هذه الأجهزة المخابراتية نفسية شعوبنا العربية، ويعلمون شعور الجميع بالحنق واليأس بسبب حروبهم التي صنعوها، مما يقود شبابنا وحفنة من شعوبنا العربية المختنقة، لتصديق أبسط الأشياء رغم تفاهتها وعدم معقوليتها، فهي نفس الشريد التائه الذي يعيش الخيالات والشطط بلا اتزان أو عقل أو بصيرة.
ويأيها التائهون واليائسون إنها مصر التي ناضلت من أجل فلسطين ودولنا العربية وحريتهم وعزتهم على مدار سنوات طويلة، ومازالت تقف وقفة شموخ وعزة ضد مشروع تصفية القضية الفلسطينية.
وبشجاعة منقطعة النظير وفي أصعب ظروف مرت عليها، تتجاوز مصر اتفاقية كامب ديفيد وتضع سلاحها الثقيل وجيشها العتيد على آخر نقطة من حدودنا في سيناء، لمنع أي تجاوز صهيوني من شأنه تنفيذ مخطط إسرائيلي يستهدف طرد أهلنا الفلسطينيين من غزة، وتعلو مصر على كل هذه المخططات وتتمسك بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس.
مصر التي تحمي شعبنا الصومالي العربي في أفريقيا بجيشها الجبار، وتناضل من أجل مصير شعبي مصر والسودان اللذين يعانيان من تهديد إثيوبي وقح، يسعى لتعطيش أقدم شعوب العالم، وأول بقعة ظهر فيها نسل الإنسان الأول، وتعلم حول نيلها الكلام وعرف على ضفتيه الضمير والحق والخير.
هي ذاتها مصر التي تنفق من عرق وكد ودم شعبها الأموال والألم والسهر والدموع، من أجل تقوية جيشها الذي سخر نفسه للدفاع عن شعبنا العربي قدر ما استطاع، ومازالت تحتضن جامعتنا العربية وملايين العرب ضيوفا كراما لتظل مصر منبرا للعروبة والصمود والتحدي.
وأخيرا نحن نشاهد حربا تستخدم فيها قوى الاستعمار كل أسلحتها، وستتمدد أكثر وأكثر، ولم يعد هناك رادع للبلطجة الصهيونية سوى مصر وجيشها، فعلينا أن لا نكون مثل الدبة التي قتلت صاحبها دون قصد، وظنت هذه الشائعات ذبابة تسرح على جسد مصر العروبة.
أخبار ذات صلة
هل تتوقع تصاعد الأزمة بين الأهلي واتحاد الكرة بسبب لجنة الحكام؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً