الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024

05:46 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ماجدة إبراهيم تكتب.. الكلب البلدي وحكايته مع خوفو

ماجدة إبراهيم

ماجدة إبراهيم

A A

لم أتعجب مثل الكثيرين عندما شاهدوا كلب بلدي يعتلي قمة الهرم الأكبر (خوفو) منذ ما يقرب من أسبوع، وانتشرت التكهنات حتى وصلت إلى حد أنها مجرد خيالات أو كائنات فضائية نزلت على سطح الهرم ثم اختفت حتى رأى المئات من المترددين على منطقة الهرم السياحية والكلب ينزل بهدوء كأنه يمارس نزهته اليومية لا يعي أنه قلَب موازين عالم الحيوان.

نزل في سهولة ويسر وذكّرني هذا المشهد بالملك الذى يتفقد رعيته والجميع يتابع خطواته بإعجاب غير مصدقين أن هذا الكائن الذى يبدو من جسده أنه أبدا لن يقوى من إنجاز هذا الفعل.

وأكثر ما أبهرني حقا كغيرى، أنه كان يهبط برشاقة وتمكّن وكأنه حفظ طريقة عن ظهر قلب حجرا حجرا وسلمة سلمة.. لا يشعر بتعب يذكر ولا أنه قد تحول إلى أيقونة فى تاريخ المصريين القدماء وكتب نوعه ككلب بلدي مصري أصيل إلى جانب ملوك الفراعنة الذين بنوا الأهرامات.

وإذا فتشنا في طبيعة الكلب البلدي نجده هو الأفضل بين نظرائه من الأنواع الفاخرة من كلاب الفرنجة، ربما تجده ليس جميلا لكنه هو الأكثر ذكاءً ورشاقة وقوة فى عضلات ساقيه، وعلى الرغم من أن أنواع الكلاب الأخرى يغطيها الشعر الكثيف الذى يبهر مقتني الكلاب ألا أن شعر الكلب البلدي القصير هو الأكثر حفاظا على البيئة وعلى الإنسان فشعره القصير المفرود على ظهره لا يعرّض صاحبه لأي أمراض تتعلق بالجهاز التنفسي ويحافظ على أطفالك من مرض الحساسية التي قد تصيب صغار السن.

الكلب البلدي هو الأكثر نشاطًا وخفة دم والأسهل في نظافته من الكلاب الضخمة وذات الشعر الكثيف، لن يرهقك ولا يكلفك الكثير فهو يأكل مثلما تأكل فإذا كان طعامك الخبز الحاف لن يؤذيه شيئا، ولن ينقلب عليك فاللحم والخبز لديه سواء، الأهم هو حنانك ومعاملتك الطيبة له، وأكدت الكثير من الدراسات أن وفاء الكلب البلدي يحتل المرتبة الأولى وتستطيع أن تدربه على الحراسة، وتجعله أسدًا بين غيره من الكلاب الضخمة.

وأعتقد أن سمعة الكلب البلدي قد تدهورت بسبب انتشاره في شوارع مصر وربوعها ويعرف بأنه من الكلاب الضالة التي لا صاحب لها وهذا الامر يختلف كثيرا عن الكلاب في جميع أنحاء العالم فكل كلب نراه في شوارع أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول لابد أن يكون له صاحب، وأن الكلاب التي ليس لها صاحب تضعها الدول والمؤسسات المهتمة بحقوق الحيوان في شلاتر مخصصة للعناية بهم، وهذا الأمر متواجد فى مصر ولكن ليس بالدرجة التي تحمى هذه الحيوانات.

كل الحكايات التي نسجت وكل العروض التي قدمت من أجل الاهتمام والعناية بهذا الكلب ربما يكون رسالة إلى كل المهتمين بحقوق الحيوان  للنظر بعين التقدير لهذه الفصيلة من الكلاب التي أذهلت العالم وكتبت حكاية من حكايات كفاحها اليومي للبقاء وكان الهرم الأكبر (خوفو) شاهد عليها.

search