محمد إبراهيم طعيمة يكتب: ويسألونك عن الأوسكار
محمد إبراهيم طعيمة
فجأة ودون سابق إنذار تعالت التهاني والمباركات للفنانة منى زكي وأسرة فيلمها الأخيرة "رحلة 404"، بمناسبة ترشحه ليمثل مصر في مسابقة الأوسكار كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وهو شعور طيب من الفنانين والعاملين في الحقل الفني تجاه بعضهم البعض، مما أوحى للجمهور العادي في الشارع بأن فيلمًا مصريًا قد حصد الأوسكار، ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن مصر بكل تاريخها السينمائي الطويل، بأفلامها ونجومها ومخرجيها، ومنذ بداية اشتراكها في مسابقات الأوسكار عام 1956م، لم يتم تصعيد فيلم واحد لها.
أعرف أن أحدكم يقول الآن:
- إزاي يعني الكلام ده وكل سنة عندنا فيلم بيروح الأوسكار؟
هذه حقيقة، فنحن في مصر نرشح تقريبًا فيلمًا سنويًا للمشاركة، ولم نتعثر في هذا الأمر إلا مرات قليلة، ولكنها مشاركات شرفية فقط، ودعني أبدأ معكم الحكاية من بدايتها.
جائزة الأوسكار، هي أهم جائزة متخصصة للسينما في العالم، تنظمها وتشرف عليها الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصورة، وكانت أول دورة في عام 1947، وبدأت في استحداث مسابقة لأفضل فيلم بلغة أجنبية منذ عام 1956، وتقوم الدول التي تقوم بإنتاج أفلام سينمائية بترشيح عمل واحد يكون قد تم عرضه للجمهور خلال الفترة من نوفمبر العام الماضي وحتى سبتمبر العام الجاري، ثم تقوم لجنة جائزة الأفلام الأجنبية بمشاهدة كل الأفلام التي تقدم لها وتقوم بمراجعتها وهل تتفق مع المعايير والشروط التي وضعوها، ثم بعد ذلك يصوتون بالاقتراع السري لتحديد خمسة أفلام فقط هي من يتم ترشيحها للقائمة وبالتالي للجائزة.
بالنسبة لمصر، بدأت مصر المشاركة في مسابقات الأوسكار بداية من عام 1958 تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وهو الاسم الرسمي لمصر بعد إعلان الاتحاد مع سوريا، وكانت المشاركة باسم المخرج يوسف شاهين من خلال فيلمه "باب الحديد"، الذي شارك في بطولته مع فريد شوقي وهند رستم، وللأسف لم يتم ترشيحه للقائمة الطويلة، ونال فقط شرف المشاركة.
وطوال 66 عامًا، حرصت مصر على المشاركة سنويًا وترشيح فيلمًا ليمثلها، ومن أبرز هذه الأفلام، دعاء الكروان عام 1959، وإسلاماه عام 1961، اللص والكلاب عام 1962، القاهرة 30 عام 1966، المومياء 1969، إمبراطورية ميم عام 1972، إسكندرية ليه عام 1979، المصير عام 1997، سهر الليالي عام 2003، بحب السيما عام 2004، عمارة يعقوبيان 2006، في شقة مصر الجديدة والجزيرة عام 2007، رسائل البحر عام 2010، فتاة المصنع عام 2014، فوي فوي فوي عام 2023، وأخيرًا رحلة 404 عام 2024.
- طب سؤال تاني.. أيه السبب في عدم وجود فيلم مصري واحد يشرفنا ويتصعد للقائمة؟
الحقيقة أن إجابة هذا السؤال رد عنها السيناريست أيمن سلامة، الذي شارك هذا العام في اللجنة التي شكلتها نقابة السينمائيين واختارت فيلم "رحلة 404" من بين 35 فيلمًا هي كل إنتاج السينما المصرية في عام.
أيمن سلامة كتب وقال، ستبقي مشكلة السينما في مصر متمثلة في أمرين، الأول: (فكري) فنحن نعاني غياب الفكر أو علي رأي يوسف إدريس فقر الفكر، فهناك صناع مهرة ولكنهم يفتقدون الثقافة والوعي وتبني أيدلوجية واضحة، والأمر الثاني التمويل والعراقيل التي تقف في مواجهة الصناعة، وللأسف هناك تعمد من جهات كثيرة للوقوف ضد هذه الصناعة التي تدر مليارات الدولارات لدول أخرى، ومن بين هذه العراقيل فرض رسوم باهظة على جميع أماكن التصوير مما تسبب في ارتفاع التكلفة التي أدت إلى زيادة سعر التذكرة، إلى جانب اتساع المظلة الرقابية لتشمل جهات متعددة غير الرقابة على المصنفات الفنية، وذلك بسبب الخوف المبالغ فيه من السوشيال ميديا التي باتت مرعبة للجميع.
والسؤال الذي يطرح نفسه حاليًا، هل سيأتي يوم وتتمكن مصر من صناعة فيلم قوي فنيًا وإنتاجيًا يمكنها من خلاله الصعود للقائمة والحصول على جائزة الأوسكار؟!
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تتوقع نجاح مجلس هاني أبوريدة فى تطوير كرة القدم المصرية؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً