محمد إبراهيم طعيمة يكتب.. ماذا تريد روتانا من المطربين المصريين؟!
محمد إبراهيم طعيمة
وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد، فما سبق وفعلته شركة روتانا قبل سنوات مع عمرو دياب، وأنغام، ومحمد فؤاد، وإيهاب توفيق، وغادة رجب، وخالد عجاج، ومحمد محيي، وتامر عاشور، وعدد كبير من المطربين المصريين، تعود لتفعله مجدداً مع شيرين عبدالوهاب، وكأنه تار "بايت" بينها وبين نجوم الطرب المصريين وتريد تخليصه.
دعونا في البداية نعترف أن شركة روتانا، كانت ومازالت من أهم وأكبر شركات الإنتاج الغنائي في الوطن العربي بأكمله، واستطاعت أن تستحوذ على عدد كبير من نجوم الغناء والطرب ليس في مصر وحدها ولكن من منطقة الخليج وشمال أفريقيا أيضاً، ويرجع هذا بالطبع إلى السخاء الكبير والمقابل المادي الضخم الذي يقومون بدفعه للمطربين الذين يتعاقدون معهم، وهذا واضح ومعلوم للعامة.
ولكن بنظرة متفحصة للأمور، وبطريقة حسابية ستجد أن روتانا، كان لديها خطة ونجحت في تنفيذها، وهي الاستحواذ على كل نجوم الطرب المصريين، وخاصة بعد أفول نجم المنتج محسن جابر وشركته "عالم الفن"، وتعثر المنتج نصر محروس وشركته "فري ميوزيك" فدخلت روتانا ووقعت عقود مع معظم مطربي الشركتين بعدما أغرتهم مادياً، فكان من نصيبها الهضبة عمرو دياب، نجم الشركة الأول، ومن بعده إيهاب توفيق، أنغام، هشام عباس، محمد فؤاد، غادة رجب، خالد عجاج، ومحمد محيي، وشيرين عبدالوهاب التي دفعت لها الشرط الجزائي لتأخذها من منتجها ومكتشفها نصر محروس.
الغريب في الأمر هو ما كانت تفعله روتانا مع المطربين المصريين، فعقب التوقيع معهم وإعطائهم مبالغ مالية كبيرة وطائلة مقابل التعاقد، كانت تقوم كما نقول في لغتنا الدارجة بوضعهم في "التلاجة"، فلا تقوم بعمل الدعاية المطلوبة لألبوماتهم، ولا تقوم بتصوير فيديو كليبات لهم كما هو منصوص في العقد، ولا تشتري لهم أغنيات جديدة وتدفع حقوق التنازل للمؤلفين والملحنين ولا تطرح ألبوماتهم في مواعيدها المتفق عليها، وكأنها خطة محكمة لإماتتهم، مما دفع الجميع بلا استثناء للإنسحاب من الشركة وفسخ التعاقد، أو الانتظار حتى تنتهي مدة العقد ويرفضون التجديد مرة ثانية.
ما أقوله وأذكره ليس مجرد كلام، ولكنها حقائق أكدتها تصريحات الفنانين أنفسهم، وشهدت عليها ساحات القضاء، والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصري مثلاً الدعوى القضائية التي رفعها الفنان محمد محيي، على شركة روتانا وتداولتها المحاكم، حتى انتهت بالحكم لصالحه وإلزام روتانا بدفع تعويض له قيمته 25 ألف دولار أمريكي، وهو بالمناسبة قيمة الشرط الجزائي الذي نص عليه العقد المبرم بينهما، ما يؤكد مخالفة الشركة لبنود العقد وشروطه.
ولعل الحادثة الأبرز مع روتانا هذه الأيام هي قصتها مع الفنانة شيرين عبدالوهاب، والتي طرحت عدد من أغاني ألبومها الجديد على الانترنت لتكون متاحة للجمهور بالمجان، كاعتذار منها لجمهورها على فترة الغياب والأزمات والمشاكل التي أبعدتها طيلة الفترة الماضية، لتقوم روتانا بالتدخل وحذف هذه الأغاني من كافة المنصات والمواقع بدعوى أنها تمتلك صوت شيرين حصرياً، رغم تأكيدات شيرين أن تعاقدها مع روتانا قد انتهى وأنها دفعت الشرط الجزائي للشركة، ليبدو الأمر وكأنه انتقام من شيرين بمنعها من الغناء والتضييق عليها لإماتتها نهائياً.
وإذا كانت شركة روتانا بقوانين السوق، شركة تجارية تسعى للاستثمار في الفن، ويحكمها رأس المال والمكسب والخسارة، وبالتالي تبحث عن الربح وهذا من حقها، فلا يعقل بأي شكل من الأشكال أن تدفع كل هذه الأموال لكي تتعاقد مع مطربين ثم تجعلهم يجلسون في بيوتهم بلا عمل وبلا دعاية وبلا ألبومات أو حفلات، حتى من يخرج عليها ويستقل بنفسه تحاربه وتحذف أغنياته التي ليس لها أي حقوق عليها، وهو الشيء الغير مبرر تجارياً اللهم إلا إذا كان هناك هدف آخر من دفع كل هذه الأموال.. وهو ما يطرح السؤال الذي ذكرناه في بداية المقال.. ماذا تريد روتانا من المطربين المصريين؟!
أخبار ذات صلة
ما توقعاتك لأسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي اليوم؟
-
رفع سعر الفائدة
-
خفض سعر الفائدة
-
تثبيت سعر الفائدة
أكثر الكلمات انتشاراً