الإثنين، 16 سبتمبر 2024

11:12 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

فريدة الشوباشي تكتب.. اغتيال هنية

الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي

الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي

A A

تتحدث كافة وسائل الإعلام العالمية والعربية، عن جريمة اغتيال إسرائيل لرئيس حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية، غير أن هذا الاغتيال يطرح العديد من التساؤلات التي قد تحتاج وقتا يطول أو يقصر، للإجابة عنها.. ومنها كيف سيكون رد الفعل الدولي حيال موقف طهران بعد التحدي الإسرائيلي السافر للقوانين الدولية وإزاء الصفعة القوية التي وجهها نتنياهو لدولة عضو بالأمم المتحدة، منتهكا سيادتها، حيث اقتحم الطيران الإسرائيلي العاصمة طهران واغتال هنية الذي كان ضيفا عليها بمناسبة الاحتفال بمراسم تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب باستهدافه داخل غرفة نومه؟

ولا شك أن الحدث يثير تساؤلات عدة، منها كيف رصد الطيران الإسرائيلي إلي مكان هنية بهذه الدقة؟ وماذا سيكون رد فعل إيران حيال عدوان انتهك سيادتها ربما لم يسبق له مثيل علي دولة دائما ما تباهي بقوتها؟.

والأدهي أن وزير الدفاع الأمريكي، أعلن أن بلاده ستقف مع إسرائيل إذا ما تعرضت لأي هجوم، ما يفسر إلي حد ما عدم اكتراث رئيس الحكومة الإسرائيلية بمراعاة أي قوانين دولية، بل انتهاكها وفق مزاجه، آمنا العقاب أو حتي لومه.

وبالطبع يبحث الجميع عن احتمال تعاون عناصر مخابراتية إيرانية مع الموساد لتحديد مكان هنية بهذه الدقة، بل مكان سريره.. أيضا يتساءل البعض عن سبب فشل الدولة الصهيونية في التوصل إلي أماكن احتجاز حماس لبعض الإسرائيليين الذين برر نتنياهو استمرار الحرب علي قطاع غزة لإطلاق سراحهم، وتمادي في حرب إبادة أبناء القطاع بحجة الرغبة في تحريرهم من أيدي حركة حماس، لماذا إذن فشلت إسرائيل في تحديد أماكن هؤلاء وهم علي أرض تحت سيطرتها؟.. ووصل ضحايا حرب الإبادة التي تشنها منذ عشرة أشهر إلي نحو 150 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ناهيك عن الآلاف الذين لا زالوا تحت أنقاض المساكن المدمرة.

لقد جاهر نتنياهو بفخر بأنه يستطيع اغتيال من يريد في أي مكان كان. والمرجح أنه سوف يواصل حربه الوحشية ضد أبناء غزة بدعوي وفاة إسماعيل هنية الذي كانت إسرائيل تتتفاوض معه بخصوص إطلاق سراح الاسرائيليين المحتجزين لدي حماس مقابل الفلسطينيين الذين هم في قبضة الاحتلال، وهو ما يعتقد كثيرون أنه سيكون حجة نتنياهو في بقائه في الحكم، لأنه معرض للسجن إذا ما خرج عن السلطة، وهو ما يثير استنكار العالم، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية بأن يكون رئيس حكومة الاحتلال هو المتحكم في هذا العالم، وأنه يفعل ما يحلو له مهما كانت قوته التدميرية، دون حسيب أو رقيب..

إن العالم علي شفا مرحلة مفزعة، مع احتمال اشتعال منطقة الشرق الأوسط بعد عدوان إسرائيل علي دولتين أعضاء في الأمم المتحدة، لبنان وإيران، واغتيال سيادتهما الوطنية بمنتهي الاستهتار واللامبالاة.

كل هذه الأمور دفعت مصر إلي تنبيه كافة دول العالم إلي الخطر الداهم الذي لن يفلت من تداعياته أحد، وحذرت من نشوب حرب شاملة في المنطقة لن تبقي ولن تذر، غير أن الغرور الأمريكي الصهيوني يعمي العيون عما تراه مصر بحكم تاريخها العريق، وحكمة قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يسعي بكل قواه لإقرار سلام عادل في المنطقة، ومن أول شروط تحقيقه الاعتراف بالحق الفلسطيني في إقامة دولته علي حدود عام1967 .

search