الأحد، 08 سبتمبر 2024

06:37 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

فريدة الشوباشي تكتب: «نتن ياهو» في الكونجرس الأمريكي

فريدة الشوباشي

فريدة الشوباشي

A A

ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين «نتن ياهو»، خطابًا أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، تحدث خلاله وكأنه إمبراطور العالم ومؤكدا ما هو معروف بأن إسرائيل هي أمريكا وأمريكا هي إسرائيل دون أن يعترض أحد على هذا الاعتراف الخطير الذي يأتي في وقت لم يسبق له مثيل منذ قيام الدولة الصهيونية في فلسطين، بعد التمهيد لذلك بعصابات مسلحة أرسلتها بريطانيا إليها، وكان هؤلاء نواة المستوطنات اليهودية التي طردت أبناء الأرض من مساكنهم بقوة السلاح وحولوهم إلى لاجئين في وطنهم، وفي قلب عاصمة الدولة التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، ادعى أن من أبادهم في غزة هم من الإرهابيين الذين تقدر أعدادهم بعشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء وكذلك ما يقرب من مئة ألف مصاب فلسطيني إضافة إلى الضحايا المنتشرين تحت أنقاض مساكنهم التي دمرتها قوات الاحتلال.

تميز  الخطاب بقدر كبير من التعالي واعتبار كل المذابح التي ارتكبها سلوكا «إنسانيا وحضاريا» يليق بالولايات المتحدة الأمريكية لأن أمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا، وسب «نتن ياهو» كل من اعترف بحق الشعب الفلسطيني وكل من طالب بوقف إطلاق النار في غزة، وقد أعرب العديد من المراقبين الدوليين عن اندهاشهم من تصفيق أعضاء مجلس الشيوخ الحاد لعبارات «نتن ياهو» التي تنضح بكراهية الفلسطينيين، بل والعرب عموما وطالب واشنطن بتزويد إسرائيل بالمزيد من الأسلحة بحيث لا تتوقف لحظة واحدة عن جريمة الإبادة التي تمارسها.

وسط هذا الحدث الذي أثار دهشة العالم بأسره وخاصة بعد إدانة محكمة العدل الدولية «نتن ياهو» واعتباره مجرم حرب يستوجب خضوعه للمحاكمة على جرائمه، احتشد آلاف الأمريكيين خارج المجلس في مظاهرات شعبية حاشدة  احتجاجا على استقبال مجلس الشيوخ لحاكم ارتكب جرائمه تحت سمع وبصر العالم أجمع، وصمت بلادهم تجاه المجازر المتتالية التي تقترفها الدولة الصهيونية منذ أكثر من تسعة أشهر، وطالب المتظاهرون الذين وصفهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بالبلهاء بتوقف بلادهم عن مده بالأسلحة المدمرة والمساعدات المالية بمليارات الدولارات وهم يهتفون بقوة: تحيا فلسطين، ولذا طاش صوابه وأخذ يخترع عالما تسود فيه إسرائيل مع حليفتها أمريكا العالم بأسره، ولدرجة مطالبته للعرب بالانضمام إليهما للقضاء على إيران التي وصفها بأنها أعتى أعداء واشنطن وتل أبيب، وهو أعجب ما جاء في خطابه المهووس.

إن ما كشف عنه «نتن ياهو» في واشنطن ألقى المزيد من الضوء على وحدة الهدف الأمريكي الإسرائيلي وكذلك وبوضوح تام على عداء الدولتين لكل ما هو عربي ومع ذلك تسخيرهم لقتال إيران عدوة واشنطن وتل أبيب حسب ما قاله.

 حتى الآن لم ترد واشنطن رسميا على موقفها مما قاله سفاح القرن الحادي والعشرين والذي لم ينبس ببنت شفة عن احتمالات وقف المجازر في غزة ولا الإشارة بأصغر أصابعه إلى إحلال السلام عبر الاعتراف بحل الدولتين، غير أن الرهان الآن على الصمود البطولي لأبناء غزة وفشل الدولة الصهيونية فشلا ذريعا في تحقيق أي هدف من تلك التي أعلنتها منذ بداية الحرب في شهر أكتوبر من العام الماضي وصوتنا مع صوت أحرار العالم: تحيا فلسطين.