الإثنين، 01 يوليو 2024

11:17 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

د. وليد عتلم يكتب: هوية مصر الأفريقية

الدكتور وليد عتلم

الدكتور وليد عتلم

الدكتور وليد عتلم

الصور التالية بصحبة السيد عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، والأمين السابق لجامعة الدول العربية على هامش حفل إطلاق وتدشين موقع الجمهور الإخباري، ذلك بعد أن قمت بعرض محتوى وفكرة برنامج "جمهور أفريقيا" الذي تشرفت بتقديمه عبر الموقع.


كان تعقيب السيد عمرو موسى واضحا ومباشرا بضرورة أن يكون الهدف الرئيسي للبرنامج هو الدفاع عن "هوية مصر الأفريقية" في مواجهة محاولات طمس الهوية الأفريقية لمصر، وتشتيت وتشويه الانتماءات. وهي نصيحة مهمة من سياسي قدير ودبلوماسي مخضرم.
نصيحة السيد عمرو موسى عادت بي إلى الوراء، تحديدا إلى صيف عام 2011 مع بداية التحاقي بكلية الدراسات الأفريقية لاستكمال الدراسات العليا؛ حيث عمل العالم القدير، وأحد رواد الدراسات الأفريقية أستاذي ومشرفي الراحل الدكتور إبراهيم نصر الدين (رحمة الله عليه) على إحياء الدائرة الأفريقية في نفوس تلاميذه وتفتيح وعيهم على بعد جديد لهوية مصر أفريقياً. استنادا إلى أن مصر بلد أفريقي بحكم التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا –الأصل السلالي-، وبلد عربي بحكم اللغة والثقافة، وبلد إسلامي ومسيحي بحكم العقيدة. هذه أركان الهوية المصرية وهي ذاتها أركان الانتماء.


هنا اتفق "نصر الدين" مع نظرية الأبعاد الأربعة للمفكر الكبير الدكتور جمال حمدان في أطروحته "نحن وأبعادنا الأربعة"، والذي جاء في مستهلها "أن تعدد الأبعاد والجوانب في كيان مصر وتوجهها نتيجة منطقية. منتظرة ومتوقعة. للموقع البؤري في قلب مثلث القارات. فمصر حلقة وصل بين العالم المتوسطي وبين حوض النيل برمته".
حمدان يضيف: "أن مصر لها بعدان أساسيان هما البعد الأفريقي، والبعد الآسيوي. وكل منهما ساهم في تكوين شخصيتها وتحديد لونها بنسبة معينة. فالبعد الأفريقي أمدنا بالحياة. بالماء والسكان، ولكن البعد الآسيوي أمدنا بالحضارة والثقافة والدين منذ العرب".
الآن تعود إشكالية الهوية الأفريقية للدولة المصرية؛ مع تزايد مزاعم الزيف والادعاء لحركة المركزية الأفريقية " الأفروسنتريك – “Afrocentrism وأنصارها في محاولات سلخ الهوية وسلب الحضارة المصرية. 
هنا لن أحاول إثبات ما لا يحتاج لإثبات، لن أحاول تفنيد أدلة وأسانيد لإثبات هوية مصر الأفريقية التى تم إثباتها واستعراضها، وكأنني "أفسر الماء بعد الجهد بالماء". فهو بذل مجهود فيما هو مثبت ومعروف، وبالتالي لن يكون هناك نتائج مختلفة أو جديدة فيما يتعلق بهوية مصر الأفريقية. جميع أدلة التاريخ وشواهده تشير إلى أن قدماء المصريين هم أول من اكتشفوا أفريقيا وتواصلوا مع شعوبها، وحملوا أبنائها إلى مصر للعلم ونقل الحضارة، وليس العكس، لم يستعبدوا أفريقيا كما هي المزاعم، فكيف نستعبد أنفسنا؟؟!!
وهو ما يعني وفقا للدكتور إبراهيم نصر الدين، "أن الحضارة المصرية حضارة أفريقية، فهي لم تنشأ خارج تلك القارة، فالحضارة المصرية الفرعونية القديمة هي أقدم حضارة موجودة في القارة الأفريقية، وبالتالي ينتج منها ويتفرع عنها كل الحضارات الأخرى في القارة".
أنصار حركة المركزية الأفريقية المزعومة يحاولون إثارة إشكالية مدركات سلبية متبادلة زرعها الاستعمار بين شمال وجنوب القارة، وهو التقسيم الشائع منذ الفترة الاستعمارية، رغم وحدة الهوية، ووحدة الثقافة. يحاولون سلخ مصر عن محيطها الأفريقي، رغم أن مصر بحكم التاريخ، الجغرافيا، و الأنثروبولوجيا، حضاريا وثقافيا هي دولة أفريقية مركزية لا غنى عنها ولا بديل لها.
"المركزية الأفريقية" هي حركة لونية عنصرية بامتياز، تعيد سرديات الاستعمار العنصرية والانفصالية لتحقيق غايات عدة؛ أهمها وعلى رأسها عزل مصر عن محيطها الأفريقي، وتحديد الدور المصري في أفريقيا لصالح فواعل أخرى. لكن هيهات. 
وليس أبلغ من رد الدكتور جمال حمدان على مزاعم وأكاذيب "المركزية الأفريقية" من أن "أرض مصر تربة وماء جزء من جسم أفريقيا. وإذا كنا رأينا أنها، بحكم موقعها على أطراف القارة بعيدا عن قلبها، تعد أكثر أجزاء أفريقيا آسيوية، فإنها ليست بالضرورة أقلها أفريقية. وأن الظروف الجغرافية والتاريخية جعلت من مصر مشعل النور الأكبر في القارة المظلمة، ولا نقول منارة أفريقيا الوحيدة حضاريا. وإذا كان ثمة في العالم بلد واحد تصدر قارته على مستوى القمة أطول فترة في التاريخ بلا انقطاع، فهو لا شك مصر في أفريقيا. أنها أكثر بالتأكيد من أي بلد آخر في العالم قمة قارتها المطلقة والخالدة، وإذا كان هناك بلد منفرد في أفريقيا أعطى القارة وأثر فيها أكثر ما تأثرت قبل العصر الأوروبي فمصر هي هذا البلد".
حمدان يضيف "فالواقع حضاريا أن مصر ليست أفريقية بقدر ما أن أفريقيا هي المصرية. فبينما لم تكد مصر تستمد شيئا من أفريقيا حضارة، فإن تأثيرها الحضاري قد غزا معظم القارة. فالكثير من حضارة إفريقيا هو جزئيا من حضارة، ومعظم إسلام القارة مر من هنا".
ورغم رسوخ هوية مصر وانتماؤها الأفريقي وثبوته، لكن لا يجب الاستهانة والتقليل من مثل تلك الادعاءات والمزاعم، وتأثيرها على تشكيل الوعي الأفريقي تجاه الدولة المصرية، والسؤال المُلح أين لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب من هذا كله؟؟؟
هذا وقت الأطر والفواعل غير الرسمية، على المستوى الرسمي وخاصة الرئاسي الدول المصرية عملت بجهد وتركيز على استعادة الفاعلية والدور المصري في أفريقيا، أكثر من 30 زيارة رئاسية لأفريقيا مثلت نحو 30% من النشاط الخارجي للرئيس، بما من شأنه التأكيد على أن انتماء مصر لمحيطها الإفريقي يعد مكونا رئيسيا من مكونات "الهوية" المصرية.
لكن على المستوى البرلماني، الشعبي وغير الرسمي لايزال هناك الكثير من أجل مد جسور التواصل إفريقيا. هنا أدعو لصياغة مشروع مصري ثقافي أفريقي يمثل مظلة حضارية لكافة روافد الهوية والثقافة الأفريقية، يكون نواته المفكرين و المثقفين والباحثين من كافة دول القارة . يكون هذا المشروع الجامع بمثابة حائط صد في مواجهة تلك المحاولات الحثيثة لزرع وخلق صراع حضاري أيديولوجي القارة في غنى كامل عنه، يعمل هذا المشروع على منع تمدد مثل تلك الأفكار والحملات العنصرية.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.