محمد رزق يكتب.. حكومة بعد العيد
المهندس محمد رزق
"المشاورات لاتزال مستمرة"، كانت هذه الجملة آخر ما صدر عن مجلس الوزراء، فيما يتعلق بالتشكيل الوزاري الجديد لحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، هذا على المستوى الرسمي، فيما يظل الترقب هو حال الشارع المصري، والشاهد في هذا الأمر أن الترقب ليس مرتبطا بأسماء المرشحين للحقائب الوزارية، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو فى بعض وسائل الإعلام، وإنما الترقب فى رأى الشخصي، قد يكون مرتبطا بـ 5 ملفات أسياسية أصبحت تؤرق الجميع، وفى مقدمتها الأسعار، والدواء، والاستثمار، والتموين، والتعليم.
لو سألتني لماذا هذه الملفات تحديدا؟ الإجابة بدون مورابة أنها الملفات، التي تحدد فى المقام الأول مدى رضا المواطن أو العكس عن الحكومة، وهنا الحديث ليس قاصرا على أشخاص وإنما سياسات.
ملف الأسعار، من المؤكد أنه الشغل الشاغل لكل الأسر المصرية، في الحكومة السابقة، كان هناك جهود كبيرة للدولة المصرية، منها على سبيل المثال لا الحصر، توفير السيولة الدولارية للإفراجات الجمركية، وكذلك مبادرة رئيس الوزراء لخفض الأسعار، ولكن هذه الجهود لم تصل إلى الشارع المصري بالشكل الكافي لسببين، الأول جشع بعض التجار، وهو ما يحتاج إلى من الحكومة الجديدة أن تهتم بشكل أكبر بملف الرقابة لتحقيق الردع الكافي، أما السبب الثاني هو ثقافة الاستهلاك، وهو ما يتطلب حملة إعلامية مكثفة تحت إشراف الحكومة لتغيير هذه الثقافة التي تعتمد على «ثقافة التخزين».
أما الملف الثاني، الذى أطالب أن تهتم به الحكومة الجديدة هو ملف الدواء، الرئيس السيسي، على مدار السنوات الماضية طرح العديد من المبادرات للحفاظ على صحة المصريين، وهى مبادرات تستحق الشكر والإشادة، وهنا ينبغي على الحكومة أن تستكمل هذه المسيرة، فلا يجوز أن تترك الحكومة الحبل على الغارب لبعض شركات الأدوية للتعامل مع هذا الملف الحيوي بمبدأ العرض والطلب، نحن هنا لا نتحدث عن مستحضرات تجميل، وإنما نتحدث عن علاج.
ملف الاستثمار، بالنسبة لأى حكومة هو الملف الأهم، وإن كان هذا المجال قاصر على فئة معينة من رجال الأعمال والمستثمرين ورواد الصناعة فى العديد من القطاعات، ولكن انعكاس نجاح الحكومة، فى هذا الملف يدعم احتياطي النقد الأجنبي فى البنك المركزي أولا، وعلى المواطن فى صورة توفير فرصة عمل ثانيا ، ولنا فى صفقة مشروع «رأس الحكمة» أسوة حسنة.
فى رأى الشخصي، أن ملف التموين، فى حاجة ماسة إلى اهتمام كبير من الحكومة، ليس من المعقول أن تذهب حكومات وتأتى أخرى، ومازال السؤال مطروحا دعم نقدى أم عيني؟ ليس من المعقول أن تذهب حكومة وتأتى أخرى ووزارة التموين تتحدث عن تقليل حلقات التداول من المنتج إلى التاجر، لتخفيض السعر للمستهلك وهو الأمر الذى لم يحدث حتى الآن.
أتمنى من الحكومة الجديدة، مهما كان توقيت الإعلان عنها، أن تولى ملف التعليم ما يستحق من اهتمام، فإذا كان التعليم هو أول درجات الارتقاء الاجتماعي، ومؤشر هام لحجم إنفاق الأسرة المصرية، وكذلك خارطة طريق لسوق العمل في السنوات المقبلة، إذا ما وضعت الحكومة في الحسبان أن البشر ثروة طبيعية، وطاقة متجددة يمكن استثمارها كما ينبغي، وفى الآخير نتمنى التوفيق لحكومة الدكتور مصطفى مدبولي.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً