طارق فهمي: خطة ترامب «لتهجير أهالي غزة» جس نبض لمواقف الدول المعنية
صرح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تعليقًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خطته لما أسماه "تطهير غزة"، وإعادة فتح ملف التهجير القسري للشعب الفلسطيني، بأن هذا الطرح يمثل "جس نبض" ومحاولة لاختبار نوايا واتجاهات الدول المعنية، مثل مصر والأردن، بالإضافة إلى الأطراف الأخرى الداعمة أو المشاركة في مشاريع الإعمار.
وأضاف فهمي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أن "هذا المشروع الذي طرحه ترامب اليوم ليس الأول من نوعه. فقد سبق أن قدمت أطروحات مشابهة من دول غربية ومن الإدارة الأمريكية السابقة، قبل 15 شهرًا منذ بدء الحرب في غزة، ولكن جميع تلك الأطروحات قوبلت بالرفض".
وأشار إلى أن مصر، على مدار الفترة السابقة، تعاملت مع هذه الأطروحات بحزم وجدية، حيث نجحت كدولة قوية في وقف هذا المشروع منذ بداياته، حتى قبل عملية اجتياح رفح.
وتابع قائلًا: "توقيت طرح ترامب لما أسماه 'تطهير غزة' يحمل دلالات واضحة، لكنه لن يتمكن من معاداة العالم بأسره. علاوة على ذلك، يواجه ترامب خلافات كبيرة حتى مع حلف الناتو نفسه. تصريحاته تأتي في سياق نشوة الانتصار وعودته للبيت الأبيض، لكنها تفتقر إلى الأسس الواقعية".
وأضاف فهمي: "تصريحات ترامب لا تستند إلى أي مبرر منطقي، خاصة أن مصر والأردن تعتبران دولتين مهمتين جدًا بالنسبة للولايات المتحدة بسبب معاهدات السلام والشراكات الأمنية والعسكرية. وبالتالي، على الإدارة الأمريكية أن تأخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار".
قاطعته الحديدي: لكن فريق الرئيس ترامب ومن حوله منحاز لليمين الإسرائيلي ؟ ليرد قائلاً : " "من الضروري أن يكون هناك صوت عاقل داخل الإدارة الأمريكية لوزن هذه الأمور بشكل متزن. هذا ليس جديدًا. لقد نجحت مصر في السابق بإحباط صفقة القرن بكافة بنودها، ولم تمر حينها، وعلينا أن نتذكر أن العديد من أطروحات ترامب خلال ولايته الأولى، مثل 'الناتو العربي' و' ناتو الشرق الأوسط ، لم تتحقق بفضل جهد الدبلوماسية المصرية الفعالة".
واختتم حديثه مشددًا: "مصر حريصة على علاقتها مع الولايات المتحدة، ولا ترغب في الدخول في مناكفات سياسية مع الإدارة الجديدة، لكنها في الوقت ذاته لن تقبل بأي ضغوط سياسية تمس سياستها الثابتة وإذا أعيد طرح هذه الأطروحات مجددًا، فستكون لمصر قراراتها الواضحة والحاسمة".