دور المتاحف والتكنولوجيا في تجربة التعليم الصيني «التفاعلية»
النائب علاء عصام
كتب: علاء عصام
تمكنت خلال مشاركتي في برنامج اللغة الصينية منذ أيام من الإقامة في بيت طلاب جامعة بكين الصينية، وبالطبع لم أستغرب من الاهتمام الكبير بالمناخ الصحي والرياضي والثقافي والترفيهي بالجامعة، فمن الطبيعي دولة بحجم الصين، توفر غرف فندقية مكيفة وينظفها العمال كل يوم للطلاب ويتوفر داخل الغرفة كل سبل العيشة الفندقية المتميزة.
كما أن انتشار ملاعب التنس وكرة القدم وحمامات السباحة المغطاة وفرق الموسيقي والآلات الموسيقية التي يرجع تاريخها لألفي عام، والمطاعم الراقية المنتشرة في الجامعة، دافع للشكل والقوام المثالي لأغلب الطلاب ونشاطهم اليومي، فمن خلال النظر على الطلاب أوقات الدروس والمحاضرات، أجدهم منتبهين ومتفاعلين بصورة غير معقولة.
وبسبب اهتمامي بالتفاصيل، اكتشفت أن المواطن الصيني بسبب الاعتناء بالأكل الصحي بدون ملح، وتغليب أكل الخضروات والفاكهة على البروتين وممارسة الرياضة بشكل يومي والرقص ليلا في الشوارع، ومنع التدخين داخل فناء الجامعة، والاهتمام بالصحة العامة زاد طولة 4 سم.
استطاعوا خلال نصف قرن التخلص من قصر القامة والتقزم الذي عان منه الشعب الصيني، بسبب انتشار الجوع والمرض خلال سنوات الحروب والاستعمار الطويلة، التي سبقت وصول الحزب الشيوعي للحكم عام 1949، وأصبح الطلاب أكثر قدرة على العمل و الانتاج مما ساهم في أن تصبح الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وانبهرت خلال اقامتي في جامعة بكين للغة والثقافة، باستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل أساسي في حياة الطلاب، حيث يقوم الطالب باستخدام التليفون المحمول لتشغيل الغسالة التي سوف تنظف ملابسة ويدفع 5يوان مقابل غسيل كل ملابسة، ويقوم باستخدام تليفونه المحمول مرة أخري لتنشيف الملابس بالمجان بعد الانتهاء من تنظيفها مباشرة وقمت بهذه التجربة بنفسي.
وكلما تمر الأيام أكتشف أن التلاميذ في المدارس والطلاب في الجامعات، يتعرفون علي تركيبة جسد الأنسان عبر مجسمات تعرض في المتاحف، ويعيشون تجربة عالم الفضاء بالصوت والصورة باستخدام العاب vr، التي تجعلك تدخل بمشاعرك وإحساسك داخل مركبة فضائية وانت مغطي العينين، لتشاهد تاريخ تصنيع أول مركبة فضاء صينية وتشاهد رواد الفضاء الأوائل وهم علي سطح القمر وتتعرف علي كل ما يتعلق بالاكتشافات الصينية في علوم الفضاء.
زرت 10 متاحف تعرض تاريخ الصين الحديث واكتشافاتهم العلمية الحديثة، وفي كل مرة أجد طوابير من طلاب المدارس والجامعات بأعداد كبيرة داخل هذه المتاحف وعند سؤال المختصين قالوا لي "أن التعليم في الصين يهتم بالتعليم التفاعلي داخل المعامل والمتاحف بشكل أكبر من التدريس بالفصول، وحتي داخل الفصول معتمد علي الفيديو والصور والمجسمات الحديثة واستخدام الروبوت كمعاون دائم للطلاب وبالفعل هذا ما شاهدته بنفسي.
واستطاعت الصين خلال نصف قرن أن تقدم لطلابها عشرات الاكتشافات والاختراعات التكنولوجية الحديثة في علوم الفضاء وصناعة الروبوت والسيارات الكهربائية وتكنولوجيا إنترنت 5 g، مما رسخ في عقول الطلاب ووجدانهم الثقة والطموح والأبداع واستشراف المستقبل حسبما يتخيلون لتقدم بلدهم والعالم.
ومن خلال التعايش مع الطلاب في بيئتهم العلمية وأجرائي حوارات مع بعضهم، لفت نظري حرية التفكير التي يتمتعون بها حيث ينظرون للعلم باعتباره منتج بشري خالص، ويمتلكون المناخ الذي يجعلهم يندهشون ويبدعون دون أي وصاية دينية او قيمية علي تفكيرهم.
واستطعت أن أتلمس الجانب التربوي من خلال سلوك الطلاب، حيث احترام المعلم دون خوف، والابتسامة التي ترسم وجوة اغلبهم، ومساعدتي كلما سالت عن مكان اريد الذهاب إلية دون أي ضجر، وأخيرا النظافة والهدوء الذي يسيطر علي مكان أعتدت وأنا طالب أن يكون محاطا بالضوضاء في اغلب أرجاءه.
في النهاية أستطيع أن أشهد بأن الصين أنتجت قاعدة صناعية وتكنولوجية دفعت الشعب الصيني دفعا، للتعلم من أجل استكمال المسيرة النهضوية العظيمة، وفي نهاية البرنامج طالبنا السفارة الصينية في مصر بنقل تجربة المدارس الصينية لمصر وأن تكون برسوم رمزية علي غرار المدارس اليابانية فدولتينا شركاء استراتيجيين، وأهدافنا نحو عالم عادل ومسالم يفرض علينا أن نتعاون في كل المجالات.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً