السبت، 06 يوليو 2024

12:53 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

علم "حواس" بين مطرقة "الصهاينة" وسندان "الرجعية"

علاء عصام

علاء عصام

كتب علاء عصام

تابعت علي مدار يومين حالة الذعر والارتباك والغضب، التي أصابت علماء الآثار في مصر وعلي رأسهم العالم الكبير وزير الآثار الأسبق "زاهي حواس" بسبب تصريحه حول عدم وجود أثر في تاريخ الفراعنة لموسي ويوسف وإبراهيم عليهم السلام.

وشاهدت حالة الهجوم غير المبررة وغير الأخلاقية وغير العلمية علي مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا من بعض الإعلاميين المصريين علي تصريحات "حواس"، كأننا نقول للعلماء خاصموا العلم من أجل إرضاء أصحاب الفتاوي السلفية الرجعية، وندفعهم دفعا لإرضاء أصحاب العقول المغلقة دونما أي شعور بالمسؤولية أو إرادة للحاق بالعالم المتقدم.

ونجح المتخلفون في دفع "حواس" للخروج علي الهواء ليقر إسلامه وإيمانه بالقرآن مع الإعلامي عمرو أديب، وكأنه مضطر لفعل ذلك، علي الرغم من أن الإيمان في القلوب، وليس هذا العالم أو غيره مضطرين أن يعلنوا إسلامهم خشية تأويل أو تكفير اكتشافاتهم ورؤاهم العلمية.

وللأسف نفس هؤلاء المتأثرين بالفكر السلفي والرجعي الذين يهاجمون "حواس"، هم ذاتهم من يهاجمون الدولة المصرية والدول العربية، بسبب عدم تحقيق تقدم اقتصادي وسياسي واجتماعي مثلما نري في الدول الغربية والشرقية المتقدمة.

وطبعا هؤلاء غير مدركين أن أي تقدم سياسي في اتجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان، لابد وأن يبدأ من إيمان الفرد والأسرة بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، لاسيما وأن قائد الأسرة الذي يفرض سطوته علي حرية أبنائه وزوجته، ويستبيح ضربهم وفرض رأيه عليهم بداية من منعهم من التعليم أو أختيار المجال التعليمي بالقوة وصولا إلي فرض شريك الحياة والحجاب والختان بالقوة،  لا يمكن أبدا أن يخرج لنا أفراد يدافعون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

كما أن المجتمع الذي يموج بالأفكار المخاصمة للعلم الحديث، وأغلب أبنائه يأخذون الرأي العلمي الصحيح في مختلف العلوم بعد تصديق وموافقة، رجال سلطة التقديس الدينية، ويخلطوا بين ما هو غيبي غير مادي وهي الأديان وبين العلم المادي الذي تتحقق صحته بالبحث وبالاختبار والإثبات  المادي، لا يمكن أبدا يستطيع أن ينافس الدول المتقدمة التي حققت تقدمها عبر الثورات الصناعية الأربعة عن طريق العلوم المادية فقط.

وعبر التاريخ قادت أوروبا الثورة الصناعية الأولي، في خضم انتصار الفلاسفة والشعوب علي سلطة التقديس الدينية المسيحية، والتي كانت تفعل ما تفعله سلطة التقديس الدينية الآن في بعض دول الشرق، ولولا إيمان الشعوب بالعلم بعد أن عانوا عشرات السنين من عذاب سلطة التقديس الكنسية الأوروبية، لما وصلوا للتقدم الذي يعيشونه الآن وانتقل للعديد من دول العالم.

وعندما انتصر العلم علي الخرافة والرجعية، استطاعت الدول المتقدمة أن تتقدم لإيمان شعوبها عبر سنوات بحق الإنسان في الاعتقاد والاختيار، وتراجعت السلطة الأبوية وسلطة رجال الدين المزيفة، وأصبح الإنسان الذي أراد أن يكون مؤمن بدين أن يقتصر إيمانة بربه علي نفسه وليس في حاجة لرجل دين يتحكم في حياته.

ولهذا نهضت الشعوب المتقدمة بشعبها وفلاسفتها وعلمائها، وكسروا كل قيود السلطة الأبوية والدينية، وأصبح العلم المادي الحديث قاطرة تقدم أي دولة.

ولم يتوقف الهجوم علي زاهي حواس عند الرجعيين المتأسلمين، بل شنت الصحف الصهيونية هجوم أيضا علي حواس، لأن تصريحاته نكبة ولطمة علي وجه مروجي الروايات الصهيونية، الذين يبررون احتلالهم لفلسطين بروايات دينية خرافية كاذبة.

وطبعا هذه الحقائق العلمية نزلت علي مسامع بعض بل أغلب العلماء الأمريكان والغربيين  كالصاعقة، لأنهم مازالوا هم وحكامهم يدافعون عن أكذوبة دولة الاحتلال الإسرائيلية ويصدقون هذه الروايات الصهيونية التي تخاصم العلم.

وأخيرا رسالتي لكل من هاجم العالم الكبير زاهي حواس، عليك أن تعي أنك بهذا الهجوم، وتقف أمام حقك في التقدم والنهضة والتعليم والصحة وحريتك أيضا، كما أنك طالما تطلب دوما بأن تكون بلدك متقدمة مثل دول أخري، فعليك أن تؤمن بالعلم الحديث، ولا تخلط بين الديني والعلمي ولا تبخ سمومك الفكرية في وجه العلماء المستنيرين.

تابع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.