الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:15 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

علاء عصام يكتب: الحضارة المستمرة.. الصين نموذجا

علاء عصام

علاء عصام

A A

تشهد الحضارة الإنسانية علي الدور البارز للحضارة الصينية وتأثيرها في التاريخ ومستقبل العالم،  حيث كان لهذه الحضارة دور كبير في تقديم اكتشافات عظيمة في علوم الفلك والطب والحساب وغيرها من العلوم.

وكان تاريخ العلوم التقنية في الصين طويلاً وغنيا بالعديد من المساهمات العلمية والتقنية قديما، وقدم الفلاسفة الصينيون العديد من المساهمات في الرياضيات وعلم الفلك، كما مارسوا الطب الصيني والوخز بالإبر والتداوي بالأعشاب.

ومن أشهر  واقدم المخترعين الصينيين وهو العالم أباكوس والذي ساهم باختراعات كان من أبرزها «ساعة الظل»، وفانوس كونغ مينغ. كما كانت الاختراعات الأربعة الكبرى والتي هي البوصلة والبارود وصناعة الورق والطباعة، من بين الاختراعات الصينية القديمة وقد كان عهد أسرة تانج (618-906) بالأخص، أزهى عصور الاختراع في الصين القديمة.

وقد شهد عهد مملكة تشينغ، تبادل كبير للاختراعات بين الشرق والغرب، وحقق العلماء والمهندسون الصينيون القدماء ابتكارات علمية هامة ونتائج وتطورات تكنولوجية عبر مختلف التخصصات العلمية بما في ذلك العلوم الطبيعية والهندسة والطب والتكنولوجيا العسكرية والرياضيات والجيولوجيا وعلم الفلك.

وبعد مرور 3 آلاف عام على هذه الحضارة القديمة، يستقبلني الروبوت الصيني عام 2023 لإرشادي لموقع الحمام والغرفة، ويطلب مني أن اتحدث معه وقتما اردت شراء طعام او شراب عبر رسائل تليفونية، وكان ذلك بمقر إقامتي في العاصمة بكين عام 2023.

وكنت ولأول مرة في حياتي أشاهد طلاب الجامعات يستخدمون غسالات ذكية تعمل بالتليفون المحمول، وأتنقل بالقطار الكهربائي الصيني بسرعة 300 كيلو في الساعة وأفاجئ أن القطار بالكامل صناعة صينية 100%.

وعدت مرة أخرى منذ أيام إلى الصين، وتمكنت من زيارة مدينة هاربين في الشمال وبكين في الوسط وشنغهاي في الجنوب، ومن شمالها لجنوبها شاهدت استخدام شعبي عجيب للتكنولوجيا، فلا احد يحمل نقودا في جيبة مما يجعل الدولة قادرة علي استثمار أموال الشعب في الإنتاج الضخم، إلي جانب أنتشار الكاميرات بكثافة لتكشف أي شكل من الخلل والفساد داخل سيارات الأجرة والمحال والشوارع العامة والمستشفيات مما يجعلك تشعر دوما باستحالة الفساد والاستهتار والعشوائية.

وخلال زيارتي لدول كبرى أخرى لم أشهد هذا الحجم من المتاحف المنتشرة في مدن الصين، والتي تحكي حجم التقدم في علوم الفضاء والطيران والذكاء الاصطناعي للأطفال في المدارس والذين وجدتهم في 40 متحف صيني قمت بزيارتهم في 3 مدن صينية وعلمت أن جزء رئيسي من التعليم الصيني تعريف أطفالهم حضارة الصين الحديثة، عن طريق زيارة المتاحف، وباختصار دولة الصين تمتلك أخر ما وصل له العالم من تقدم علمي وتقدمة لأطفالها وشعبها حتي ينعم بالفخر بوطنه وينظر لمستقبله بطموح وأمال لا حدود لها.

واستطاعت الصين أن تبهر العالم علي مدار ربع قرن علي الأقل، حيث نجح الرفيق ماو تي سونج بعد أن وصل للحكم عام 1949 في هزيمة أعداء الثورة، وعملاء الغرب واليابان وهي العدو اللدود للصين، والقضاء علي تجارة الأفيون التي انهكت قوي الشعب الصيني.

ووضع الرفيق ماو ورفاقه الشيوعيين  لبنة تأسيس دولة تمتلك خطة إنتاجية عظيمة، ساهمت في تكاتف الشعب حول مشروع حضاري حديث. يستهدف اللحاق بالثورة الصناعية الثانية والمضي قدما نحو المشاركة في عالم "الإنترنت والتكنولوجيا والفضاء"، وتبني الحزب الشيوعي خطة اقتصادية وسياسية واجتماعية، تساهم في تحول الصين من دولة مستهلكة وكل خدماتها الصحية والتعليمية والإنتاجية متهالكة، إلي دولة منتجة تنافس العالم المتقدم في علوم الفضاء والتقدم العلمي والطبي والصناعي.

وتعرض مشروع الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو إلي تعثر وأخطاء، بسبب حداثة التجربة ومحاربتها من قوي الاحتكارات والاستعمار والغرب من مهدها، ولكن الإرادة الصينية الحديدية، قررت أن تتبني مشروع إصلاح اقتصادي وسياسي في السبعينات والذي يطلق عليه "الأشتراكية ذات الخصائص الصينية".

ولم يتعثر مشروع الصين النهضوي بوفاة ماو عام 1976،  وهو ما يؤكد أن رؤية وتجربة الحزب الشيوعي الصيني تسبق الوصول للحكم عام 1949، وتعبر عن مشروع لحزب لا يقوم علي تجربة شخص، بل يقوم علي مشروع حزبي مؤدلج يتبني رؤية واضحة ومرنة، وضعها قيادات وأعضاء قادرين علي استكمال هذا المشروع وإصلاح الأخطاء بعكس تحارب دول شيوعية اخري.

ونجح المشروع الحداثي الذي أطلقه الإصلاحيون داخل الحزب الشيوعي الصيني بقيادة دينج شياو بينج في 18 ديسمبر 1978، في اللحاق بالثورة الصناعية التكنولوجية الثالثة.

والانفتاح علي كل مشاريع التنمية في العالم إلى أن استطاعت الصين أن تمحي صورة المجاعات والحروب القابعة في أذهان العالم عنها، واستبدالها بصورة لدولة قادرة على الإبداع وتؤسس لحضارة حديثة بالأرقام والاختراعات والاكتشافات وتستحق أن تكون ثاني أقوى اقتصاد في العالم وتمتلك اكتشافات علمية وتكنولوجية لا تمتلكها دول سبقت الصين في مشروعها التنموي بعشرات السنوات.

وختاما نحن نشهد تأثير دولة عظيمة حضارتها مستمرة قديما وحديثا في شكل العالم المتفجر بالصراعات والحروب، وأمام معجزة حضارية تزلزل مشاعر شرطي العالم الأسبق الولايات المتحدة الأمريكية، وتمثل المدافع الأول عن عالم متعدد الأقطاب.

تابع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search