الأحد، 07 يوليو 2024

01:03 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

الشيخ خالد حسن يكتب: خير رفيق إلى البيت العتيق

الشيخ خالد حسن

الشيخ خالد حسن

لما كان الحج هو الركن الخامس في الإسلام، والذي تهفو إليه النفوس وتشتاق إليه القلوب وإنه جهاد لا شوكة، أردنا بعون الله أن نبين لكم بعض وجوه الحكمة من مناسك الحج؛ لأن معرفة الحكمة تجعل المؤمن يحس بلذة إيمانية في أدائه لمناسك الحج.

وإليكم أول حكمة من مناسك الحج ونبدأ بملابس الإحرام: 

يتجرد الحاج من ملابسه التي اعتاد أن يلبسها ويتجمل ويتزين بها بين الناس ويلبس ملابس الإحرام، وهي (إزار) يستر نصفه الأسفل و(رداء) يستر نصفه الأعلى، والحكمة من ذلك أن المولى عز وجل يعلمنا أن خير ما نستر به أنفسنا تقوى الله تعالى. 

قال تعالى (يا بني قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير).. كما أن الحاج وهو يلبس ملابس الإحرام يكون في صورة الأشعث الأغبر، كما قال صلى الله عليه وسلم: (رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يعبأ به لو أقسم على الله لأبره).

وملابس الإحرام تذكرنا بأكفان الموتى فكما أننا تجردنا من ملابسنا لكي نلبس ملابس الإحرام فلابد من التجرد من كل ما نملك من جاه ومنصب وكرسي عند الرجعى إلى المولى..  قال تعالى: ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى).

لقد حددت المواقيت المكانية التي يحرم منها الحجيج ، مثل ( دار يلملم - ورابغ - وأبار علي - وغير ذلك من المواقيت المكانية ) والحكمة من تلك المواقيت إظهارا لعظمة بيت الله الحرام ، فإن ملوك الأرض إذا أراد أحد الدخول عليهم لابد الاستئذان من مكان بعيد فما بالنا بمالك الملك والملكوت وهو الله في بيته ، وكذلك لكي نقود النظام فلا يترك الأمر فوضى بيننا فلا  نحرم من أي مكان يعجبنا.

الطواف حول الكعبة المشرفة 

الطواف حول الكعبة المشرفة علامة شوق وحب لرب هذا البيت فإن الإنسان منا إذا أحب شيئا أطال النظر إليه والتف حوله بالأحضان والتقبيل قال تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) والطواف حول الكعبة يشبه بطواف الملائكة الأحرار الأطهار الأبرار الذين يطوفون حول البيت المعمور وهو قبالة الكعبة تماما في السماء السابعة، يطوف حوله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إلى يوم القيامة وكلما طافت الملائكة تنزلت الرحمات على بيت الله الحرام وعلى الطائفين والعاكفين والقائمين والركع السجود، ويبدأ الطواف من الحجر الأسود ، والحكمة من ذلك كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم.. (يبعث الحجر الأسود يوم القيامة وله عينان ولسان ويشهد لكل من قبّله أو استلمه أو أشار إليه).

الشرب من ماء زمزم

الماء بطبيعته عذب أو مالح ، أما ماء زمزم فقد جمع الله فيه خصائص ثلاث، فإنه طعام لمن طعم وري لمن ظمأ وشفاء لمن سقم ( ماء زمزم لما شرب له ) فإن كل من يشرب من ماء زمزم يوقن أن الله يجعل له من بعد الضيق فرجا ومن بعد العسر يسرا، ( فإن مع العسر يسرا أن مع العسر يسرا).

السعي بين الصفا والمروة

لقد سعت هاجر بين الصفا والمروة باحثة عن الطعام والشراب لها ولطفلها الرضيع إسماعيل عليه السلام ، ولم تيأس من روح فسعت سبعة أشواط فأتاها الله بالفرج بعد الضيق بماء مبارك نبع من الأرض وهو ماء زمزم ماء باقٍ إلى أن تقوم الساعة ، والحكمة من هذا المنسك أننا دائما نسعى إلى أرزاقنا ولا نكل ولا نمل من السعي لأننا لجأنا إلى الذي لا يكل ولا يمل من العطاء ، ونعلم جيدا أنه( وما من دابة على الأرض إلا على الله رزقها ) ..

الوقوف بعرفة

يقف الناس جميعهم في هذا اليوم العظيم في حشر عظيم يقفون في مكان واحد وفي زمن واحد أمام إله واحد على قول واحد بلغة واحدة ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) ونتعلم من هذا المنسك أننا دائما نكون قلبا واحدا وجسدا واحدا وكلمة واحدة أمام أعدائنا قال تعالى: ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) كما أن هذا المنسك يذكرنا بيوم الحشر.

رمي الجمرات 

بعد إفاضة الحجاج من عرفات وقد أيقنوا أن الله قد غفر لهم ذنوبهم يعلنون حربهم على عدو الله اللدود إبليس اللعين فيجمعون له الجمرات من المزدلفة لكي يرجموه بها، ونلمس أن هذا المنسك يتكرر على مدى أربعة أيام والحكمة من ذلك أن الله يعلمنا أننا دائما لا نكل ولا نمل من محاربة عدو الله اللدود إبليس اللعين في كل مكان وفي أي زمان ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )

الأضحية

نتعلم من الأضحية التضحية والفداء والصبر على البلاء ، وها هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يضرب للدنيا أروع المثل في العاطفة بالأبوة والرحمة بالأبناء، ولكنه استرخص ولده وفلذة كبده وقدمه لمولاه وتداركه المولى عز وجل بعد أن افتدى إسماعيل بذبح عظيم؛ فإن إبراهيم الخليل كان مضيافا يحب الضيوف فأراد عز وجل أن يمد له في موائده وجعل سنة الأضاحي من سنة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.