السبت، 06 يوليو 2024

12:50 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

أحمد الباز يكتب.. الحوار الوطني ونجاحات تفوق الحدود

أحمد الباز

أحمد الباز

أحمد الباز

مثل الحوار الوطني نقلة نوعية كبرى، في تاريخ العمل السياسي المصري في العصر الحديث، وكان بمثابة إعلان تدشين لمرحلة جديدة في المسار السياسي للدولة المصرية، من أجل مصلحة البلاد، ومن خلاله أعيد بحث ملف الإصلاح السياسي، بعد عبور التهديدات والمخاطر الأمنية المختلفة، وصولا إلى حالة من الاستقرار الحالي، وأبرز ما اتسم به هذا الحوار أنه مثل حالة حرية وليست فوضوية وحرية يستحقها الوطن وحرية موضوعية وإعادة تحالف 30 يونيو، بكل تحالفاته ونشأت حالة سياسية ترجمت لتوصيات وفعاليات.

ما ميز الحوار الوطني منذ تدشينه من أكثر من عامين، أنه كان حوارا وطنيا تشاوريا متواصلا بين جميع مكونات المجتمع المصري وكياناته السوية، التي تهدف إلى الصالح العام، حوارا شارك فيه جميع القوى الوطنية والشخصيات العامة والنقابات والهيئات والعمال والفلاحين، بحيث يصل بالوطن في النهاية إلى كيفية تحويل هذا الحوار إلى الأسلوب الأمثل لإدارة الدولة المصرية، ومثل التعددية الحزبية، خاصة أن الحوار الوطني هو الحوار الأول الذي يصدر بدعوة من رئيس الجمهورية، منذ ثورة يوليو من خلال دعوة رئاسية علنية وفي حفل إفطار الأسرة المصرية، وفي حضور رموز المعارضة في مصر، سواء قيادات حزبية أو شخصيات عامة.

أصبح الحوار الوطني أساسا لبناء الأولويات الوطنية خلال المرحلة المقبلة؛ حيث لعب دورا كبيرا في بناء التوافق بين القوى السياسية المندمجة فيه، وهو ما تحقق بالفعل من خلال جلسات مجلس الأمناء، التي مثلت فرصة مهمة للتواصل المباشر بين ممثلين عن تيارات سياسية وفكرية مختلفة؛ كان التوافق فيما بينها هو القاعدة الأساسية التي حكمت عملها خلال مرحلة الإعداد للحوار، بدءا من التوافق على القواعد المنظمة له، وانتهاء بالتوافق على أجندته.

ساهم الحوار الوطني في تطوير رؤية مشتركة لمستقبل الوطن، حيث تمكن المشاركون من تحديد الأولويات والتحديات الرئيسية التي تواجه الدولة المصرية وعملوا معا لوضع استراتيجيات وخطط عمل لمعالجة هذه القضايا، وقد ساعد ذلك في خلق شعور بالقضايا التي تواجه الوطن ووضع الأساس للتنمية والتقدم في المستقبل.

ونجح في خلق حالة من التلاحم والتوافق المجتمعي من أجل مصلحة الوطن والمواطن، حيث جلست أطياف المجتمع المختلفة على مائدة واحدة يناقشون القضايا والمشكلات التي تعاني منها مصر، والتحاور من أجل التوافق على حلول لها، بالإضافة إلى تحديد أولويات العمل الوطني خلال السنوات القادمة، فضلا عن نجاحه في ترسيخ ركائز الجمهورية الجديدة من خلال تعزيز الحوار وتقبل الاختلاف والرأي الآخر والتأكيد على أن مصر وطن يتسع للجميع.

من نجاحات الحوار الوطني أيضا تخطي محاولات التأسيس لقصر أجندته على القضايا السياسية، فأصبح حوارا وطنيا شاملا، ومرحلة مهمة من مراحل بناء الجمهورية الجديدة، موحدا أن مصر نجحت في تقديم نموذج مهم من نماذج التوافق من خلال الحوار الوطني، الذي نجح في خلق حالة من الزخم في الشارع المصري، كان لها أثرها في خلق دور فاعل للأحزاب وهو ظهر جليا في الانتخابات الرئاسية مصر 2024، التي شهدت مشاركة حزبية وشعبية غير مسبوقة.