الإثنين، 25 نوفمبر 2024

05:21 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الدكتورة شيماء المشد .. تكتب ما بعد التسويق التحديات والفرص في العالم العربي

الدكتورة الشيماء المشد

الدكتورة الشيماء المشد

د/ الشيماء المشد- أستاذ إدارة الاعمال

A A

ارتكز آخر إصدار من تأليف عراب التسويق فيليب كوتلر “التسويق 5.0” على مناقشة أهم استخدامات التكنولوجيا التي تحاكي العقل البشري في التسويق بشكل متقدم، لإنشاء، وتعزيز، وتحسين قيمة المنتجات أو الخدمات عبر جميع مراحل تجربة العميل. ورغم تحوّل مشهد التسويق بشكل كبير نتيجة للتطور التكنولوجي وتغير أنماط الاستهلاك، إلا أن التساؤل الرئيسي يتعلق بما بعد التسويق 5.0؟

في البداية، مع التطورات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي التي نشهدها اليوم، وما يقدمه من دورًا أساسيًا في إعادة تعريف مفاهيم التسويق وتشكيلها بشكل جديد، تسعى الشركات إلى إحداث تغييرات جذرية في كيفية التواصل مع العملاء وصياغة استراتيجيات تسويقية مبتكرة. 

وتركز معظم الشركات في هذا السياق على تطوير استراتيجيات التسويق الذكية التي تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة والتعلم الآلي لفهم العملاء بشكل أفضل وتلبية احتياجاتهم بدقة أكبر فضلا عن التنبؤ بما يتطلعون إليه في المستقبل. 

ومن المتوقع أيضًا أن تشهد تجربة العملاء تطورًا كبيرًا، من خلال تكامل التقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع المختلط لخلق تجارب مذهلة ومفعمة بالتفاعل للعملاء. 

وستعتمد الشركات بشكل متزايد على استراتيجيات التسويق بالتجربة، من خلال تشجيع العملاء على تجربة المنتجات والخدمات قبل الشراء عن طريق تجارب تفاعلية افتراضية، بالإضافة إلى ذلك، ستكون الاستدامة والمسؤولية الإجتماعية عملية محورية، حيث ستتطلب العمليات التسويقية من الشركات أن تكون أكثر وعياً بالبيئة والمجتمع، وأن تتبنى مبادرات مستدامة وتتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع.

ومع ذلك، تواجه الشركات والمؤسسات في العالم العربي تحديات متعددة نحو المضي قدمًا في تطبيق أحدث استراتيجيات التسويق، مثل البنية التحتية التكنولوجية غير المتطورة بما يكفي في بعض البلدان العربية، ونقص الوعي بأهمية التسويق الذكي وتجربة العملاء، وتحديات التكيف مع الثقافات المحلية، بالإضافة إلى ذلك، قد تعتبر قلة الموارد والتمويل والتحديات القانونية والاقتصادية والسياسية عوائقًا أساسية.

ولكن مع تحديات التسويق في العالم العربي، هناك فرصًا كبيرة تنتظر الشركات الطموحة، ويمكن للشركات الاستفادة من التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لفهم العملاء بشكل أفضل وتقديم تجارب مخصصة. 

ويمكن أيضا للشركات استغلال الثقافة المحلية وتعزيز التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لبناء علاقات قوية وزيادة الولاء للعلامة التجارية. 

ولا ينبغي نسيان أهمية الابتكار والتطوير المستمر، إذ يمكن للشركات الابتكار في منتجاتها وخدماتها وعملياتها لتلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل والتفوق في السوق. 

وأخيرًا، يمكن للشركات الاستثمار في بناء ثقافة تسويقية مستدامة تركز على المسؤولية الاجتماعية والبيئية، مما يساهم في تعزيز صورتها العامة وجذب العملاء المتميزين.

search